بقلم:فاروق جويدة
لم يكن العالم فى حاجة أن يواجه أزمة اقتصادية مدمرة مثل قرارات الرسوم الجمركية التى فرضها الرئيس ترامب على دول العالم.. كانت هناك أزمات سبقت وأجهضت الاقتصاد العالمي، كانت حرب أوكرانيا وروسيا، وكانت محنة كورونا، ثم جاءت مؤامرة تدمير غزة، وقبل هذا كانت الأعاصير والعواصف والحرائق التى دمرت مناطق كثيرة فى أمريكا، وبعضها وصل إلى أوروبا واليابان.. ولكن الرئيس ترامب، رجل الأعمال، أراد أن يبرم صفقة كبرى تعيد الريادة والنفوذ للقوة العظمي، فأطاح بالصين العدو القادم، والهند، ودول أوروبا مجتمعة، ثم اتجه إلى الدول العربية برسوم جمركية أقل، ولكن الهدف أن يعيد التوازن للاقتصاد الأمريكى أمام أعباء كثيرة تحملها فى أوكرانيا وإسرائيل وروسيا..
فهل يحقق ترامب هدفه ؟ أم أن النتائج ستكون غير ما توقع؟ إن أمريكا متورطة فى دعم إسرائيل ، وهناك مواجهة مؤجلة مع إيران، وسوف تكون الحرب مع أوروبا الأغلى ثمنا، خاصة أن أوروبا أعلنت العصيان على الصديق الأمريكى وبدأت تعيد ترتيب أوراقها بدون أمريكا.. لا شك فى أن الرئيس ترامب فرض على العالم صفقة فريدة لم يشهدها من قبل، ولكن المؤكد أن أمريكا ليست كل العالم ، وإنما هى جزء منه ، وهناك قوى أخرى صاعدة فى مقدمتها الصين ، وهى لن تستسلم ببساطة لطموحات الرئيس ترامب، كما أن أوروبا الموحدة لن تفرط فى دورها وحماية مصالحها.. فهل يتوقف الأمر على قرارات ترامب؟ أم أن على العالم أن ينتظر زلزالا أكبر قد تكون حرباً عسكرية تدمر كل شيء وليس مواجهة اقتصادية عابرة؟نحن أمام احتمالات كثيرة فى الموقف الدولى تجاه قرارات ترامب، وإن كان الاحتمال الأكبر أن تفشل هذه القرارات فى إنقاذ الاقتصاد الأمريكى ، لأن العالم يرفضها ، وإذا نجحت فسوف يعجل ذلك بالصدام القادم بين أمريكا والصين ، وهو الاحتمال الأرجح ، لأن الصين تجاوزت حدود الغضب الأمريكى..