بقلم:فاروق جويدة
لم يكن غريبا أن تكون أول دعوى قضائية أمام محكمة العدل الدولية مقدمة من دولة جنوب إفريقيا، بلد المناضل العظيم نيلسون مانديلا، فى موقف تاريخى يطالب بإدانة إسرائيل بإبادة الشعب الفلسطينى فى غزة ، وأن ما قامت به إسرائيل حرب إبادة .. إن موقف جنوب إفريقيا يذكرنا بالتاريخ الحافل لزعيم إفريقيا نيلسون مانديلا الذى قضى فى السجن ٢٧ عاما مدافعا عن الحرية وكرامة الإنسان .. لقد فاجأت جنوب إفريقيا العالم وهى تقدم لمحكمة العدل الدولية وثيقة تاريخية تكشف فيها كل الانتهاكات التى مارستها إسرائيل ضد سكان غزة من المدنيين الأطفال والنساء وحرمانهم من الماء والطعام والدواء وتدمير المستشفيات والمدارس والبيوت والقتل العشوائى وتهجير المواطنين من بيوتهم واستخدام أسلحة محرمة دوليا .. إن وثيقة الإدانة التى قدمتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل صفحة من أسوأ الصفحات فى تاريخ الدولة الصهيونية .. ولم تنس الوثيقة أن تشير إلى الدعم الأمريكى لإسرائيل فى جرائمها ضد الإنسانية وهى تمارس حرب الإبادة ، متجاهلة كل القوانين الدولية التى تحرم انتهاك آدمية البشر.. إن موقف جنوب إفريقيا وقد عانت كثيرا التفرقة العنصرية ، وقدمت للعالم زعيما من أبطال الحرية تضيف إلى تاريخها فى الدفاع عن حرية وكرامة البشر صفحات مضيئة.. إن الدعوى التى قدمتها جنوب إفريقيا لمحكمة العدل الدولية أكبر إدانة للكيان الصهيونى الذى أدمن القتل وانتهاك إنسانية البشر .. سبعة ملفات قدمتها جنوب إفريقيا كل سطر فيها إدانة تاريخية .. كان مانديلا من أكثر زعماء العالم تأييدا للقضية الفلسطينية ووقف مع ياسر عرفات فى مناسبات كثيرة ، ولم يكن غريبا أن يحمل وطنه، رغم رحيله، أشهر دعوى قضائية لإدانة إسرائيل أمام العالم..