بقلم:فاروق جويدة
شهدت سوريا فى الأيام الأخيرة زلزالًا تاريخيًا حين اجتاحت قوى المعارضة المدن الكبرى والطرق والمطارات، وتراجعت قوات الجيش السورى وتركت سلاحها وثكناتها فى مشهد رهيب.. كانت المفاجأة هذا التراجع للجيش السورى بعد 13 عامًا من الصمود.. لا شك فى أن العالم العربى كان بعيدًا عن كل ما يجرى فى سوريا، حتى جامعة الدول العربية لم يتجاوز موقفها عودة عضوية سوريا إلى الجامعة.. وراء هذا الغياب، بل هذا الانسحاب، حتى وصلت الأمور إلى هذا المأزق التاريخى الذى جعل سوريا تتمزق بين قوى أجنبية وجماعات معارضة ونظام فقد كل مقومات وجوده وصلاحيته.
إن ما يجرى فى اجتماعات الدوحة من الأطراف المتصارعة يعكس حالة الفوضى التى تعيشها سوريا الآن.. قوات من روسيا وإيران وتركيا وأمريكا وإسرائيل على أبواب حدود الجولان ، والعالم العربى لا يملك الآن شيئًا أمام جيوش تحارب تريد نصيبها من الغنيمة.. إن سوريا ليست وطنًا عاديًا فى مساحته وحدوده وتاريخه وموقعه فى قلب العالم.. إن العالم يراقب الآن ما يجرى فى سوريا وينتظر نتيجة هذا الصراع، وهل يمكن أن تتحرر سوريا من الوجود الأجنبى وتعود لشعبها ترفع راية الأمن والاستقرار والحرية؟ الشعب السورى هو الأحق بأن يعود إلى أرضه ووطنه بعد سنوات غياب طالت.
لم يعد أمام سوريا، الشعب والوطن، غير أن تتوحد جميع القوى فيها لتعيد الأمن والاستقرار إلى ربوع الوطن العزيز.. كانت سوريا وستبقى من أهم قلاع الأمة العربية موقعًا وتاريخًا وشعبًا ودورًا، ولا أعتقد أن العالم العربى يمكن أن يفرط يومًا فى سوريا، الدور والمكانة.