بقلم - فاروق جويدة
كان الاتهام الذى يوجه إلى إيران دائما أنها تعتمد على أذرعها فى لبنان وسوريا والعراق واليمن من خلال تنظيمات تمولها وتقدم لها السلاح، وكان هناك اعتقاد بأن إيران لن تطلق رصاصة من أرضها على إسرائيل.. وساد اعتقاد بأن إيران تمارس لعبة سياسية غامضة، خاصة انها تحملت ضربات كثيرة وخسرت عددا من قادتها العسكريين كان سبعة منهم فى القنصلية الإيرانية فى سوريا، وكانت أمريكا قد مارست أكثر من لعبة مع إيران ابتداء بالحصار وانتهاء بالعقوبات ومصادرة الأموال.. وتحملت إيران ذلك كله من أمريكا وأنصارها بما فى ذلك السلاح النووى والرقابة الدولية.. كان هذا حال إيران حتى ساعات قليلة مضت مع تأكيد أنها لن تستطيع أن تفعل شيئا مع إسرائيل أكثر مما فعلت.. وكانت تصريحات المسئولين فيها تؤكد أنها لم تتورط فى هجوم حماس على إسرائيل فى ٧ اكتوبر.. وكانت المفاجأة أن إيران وجهت ترسانتها الصاروخية وأطلقت ٢٠٠ صاروخ وطائرة بلا طيار غطت جميع المدن الإسرائيلية، وتوقفت أنفاس العالم أمام حدث فريد لم يحدث من قبل فى تاريخ الدولة العبرية، وقامت أمريكا شريكة المؤامرة تعلن انها مع إسرائيل حتى آخر شهيد فى غزة، وانتفضت فرنسا وأصدرت تعليماتها للسفن للدفاع عن إسرائيل، بينما شارك الطيران الانجليزى فى إسقاط المسيرات الإيرانية لكى تتكشف خيوط الجريمة والمشاركون فيها، بينما كانت أمريكا تتصدى للمسيرات والصواريخ الإيرانية قبل ان تصل الى إسرائيل.. وحتى كتابة هذه السطور لا أحد يعرف هل ترد إسرائيل على الضربة الإيرانية، وهل توافق أمريكا على اشتعال المنطقة، وما هى النتائج التى سوف تترتب على الهجوم الإيرانى على إسرائيل.. إن الشىء المؤكد أن إيران وضعت العالم وليس الشرق الاوسط أمام واقع وحسابات جديدة بما فى ذلك قضية فلسطين والعالم العربى وأمريكا ومستقبل إسرائيل.. والأهم من ذلك أن غزة انتصرت.