بقلم - فاروق جويدة
الشاعرة الصديقة د. سعاد الصباح حملت هموم أمتها طوال سنوات عمرها وعاشت زمن الأحلام الكبرى وتألمت كثيرا مع عصور الانكسارات وعبرت عن ذلك كله فى عشرات القصائد..وقد وهبت حياتها للإنسان العربى نصرا وانكسارا، وسعاد الصباح عروبية الهوي..وكانت دائما صوتا من أصوات الحق والحقيقة ومن دعاة وحدة الشعوب العربية وحقها فى الحرية والحياة الكريمة.. وقد بعثت لى آخر إبداعاتها وهى قصيدة كتبتها للمرأة الفلسطينية التى صمدت فى غزة أمام الغزو الهمجى الوحشى الذى قتل الأطفال فى واحدة من أسوأ حملات الإبادة لشعب يدافع عن أرضه ويموت دفاعا عن ترابها.. وهذه أبيات من قصيدتها
سلامٌ عليكنَّ.. يا سيدات الندى والسماح
سلامٌ على الشجر المقدسي
وستر العباءات عند الصباح
سلامٌ عليكن، حين يجيء زمان العصافير،
أو حين يبدأ عصف الرياح
سلامٌ عليكن فى كل وقتٍ..
فقد سقط الفرق بين جمال العيون،
وبين جمال السلاح..
سلامٌ عليكن.. أيتها الرائعات
أيا من تركتنّ مجد المرايا
لكى تلتحقن بمجد النضال.
سلام عليكن..يا زارعات البنفسج، والورد،
فوق حديد النصال
سلام عليكن..يا مرضعات البنادق،
يا مشعلات الحرائق،
يا صانعات الرجال..
سلامٌ عليكن.. أيتها الواقفات
كأشجار ورد بوجه الرزايا..
سلامٌ عليكن.. أيتها الضاحكات
أمام حصار المنايا.
سلامٌ عليكن.. يا واهبات الضحايا
ويا من جعلتنّ أعماركنّ نذوراً
وأولادكنّ لأجل البرايا هدايا
سلامٌ عليكن..يا من كسرتنّ كل المرايا
سلامٌ عليكن.. يا حاملات الربيع إلينا ويا حاملات السنابل
ويا من بأعينكن تضيء قناديل غزة بريش البلابل
سلامٌ عليكن..يا أنجم النصر، تلمع فوق جبين المقاتل