بقلم - فاروق جويدة
الشعب السودانى يموت جوعا، من يصدق أن السودان ربما يكون الدولة الأغنى فى الدول العربية يعانى الآن مجاعة.. إن أسوأ الأشياء أن السودان لا يواجه احتلالا ولا يحارب جيشا أجنبيا، ولكن لعنة الحرب الأهلية شردت الملايين وعرضت شعبه للمجاعات، والمأساة أن الجيش السودانى هو الذى يدمر نفسه، بعد تمرد الدعم السريع، وأن القتال يدور بين أبناء الوطن الواحد، وللأسف فإن مثل هذه الحروب لا غالب فيها ولا مغلوب، إنها انتحار لا يترك بشرا ولا أرضا، ولا يستطيع طرف أن يحسمها.. الغريب أن السودان يشهد كل يوم مذابح بشرية بعيدا عن عيون العالم، لأن العالم مشغول فى مذابح أخرى .. أمام ضراوة المواجهة والإصرار على نصر لن يتحقق بين رفاق السلاح وأبناء الوطن الواحد فشلت كل محاولات الصلح التى قامت بها دول عربية وأجنبية وقرر الجميع الخروج من هذا المستنقع .. إن السودان الذى لا يجد الطعام الآن من أغنى الدول العربية، وفى السودان توجد مساحات من الأراضى الخصبة التى تكفى لإطعام العالم العربى كله، وفى السودان آلاف المناجم التى تجعل منه واحدا من أكثر الدول ثراء ولكن لعبة المناصب وصراعات السلطة أضاعت على الشعب السودانى فرص الرخاء والحياة الكريمة .. وتشرد الملايين من السودانيين فى دول الجوار ومن بقى الآن تهدده المجاعة .. لقد أطلقت الأمم المتحدة نداءات كثيرة لدول العالم لإنقاذ أطفال السودان من المجاعة ولكن الجميع مشغول فى إطعام نفسه .. أين عقلاء السودان .. لقد فشل العالم فى إسكات المعارك الدامية بين الجيش السودانى والدعم السريع التى دمرت الوطن وانسحب الجميع وتركوا السودان للقتل والموت والدمار.. الجيوش خُلقت لكى تحمى شعوبها.