بقلم - فاروق جويدة
هناك أسباب كثيرة يمكن أن تؤكد أن حسابات إسرائيل كانت خاطئة في حربها ضد حماس، وأنها رغم الخسائر البشرية الضخمة بين سكان غزة إلا أنها لم تحسم الأشياء كما أرادت .. أول هذه الأسباب أن إسرائيل اعتادت أن تراهن على الزمن بحيث تنهي الأشياء كما تحب، وكما تريد، وللمرة الأولى لم يكن الوقت في مصلحتها وللمرة الأولى يخذلها الزمن.. السبب الثانى أن إسرائيل لم تتعود على هذا العدد من الخسائر البشرية وحتى الآن لم تعلن أعداد القتلى والمصابين .. السبب الثالث أن إسرائيل لم تحقق النتائج العسكرية التى كانت تريدها رغم الدعم الأمريكى الذى تجاوز كل الحدود مالا ، وسلاحا، وتأييدا دوليا.. السبب الرابع نجحت إسرائيل بدعم أمريكى فى تحييد بعض الدول العربية، وهذا يمثل تحولا مقلقا فى موقف العرب من قضية فلسطين .. خامسا أن إسرائيل لم تشهد من قبل حالة انقسام تشبه ما حدث فى حرب غزة وقد تتصاعد هذه الانقسامات وتصل إلى نتائج أسوأ، وقبل ذلك كله فقد فشلت إسرائيل فى القضاء على حماس أو الإفراج عن الأسرى أو حسم المعارك لمصلحتها لأن حماس لم تخرج من المواجهة، والدليل أنها تتفاوض باسم الشعب الفلسطينى .. والشيء المؤكد أن إسرائيل سوف تراجع موقفها وتعيد حساباتها بعد كل هذه الخسائر .. وأصبح من الضروي أن تقبل ما كانت ترفضه في إقامة الدولة الفلسطينية لاستكمال مشروعها في التطبيع مع الدول العربية، إذا كانت ترغب فى البقاء وأن تتنازل عن بعض، اطماعها التوسعية.