بقلم:فاروق جويدة
الشعب السورى الآن أحوج ما يكون لتوحيد صفوفه، لأن سوريا وطن متعدد الطوائف وقد عانى كثيرًا أيام الفرقة والشتات.. هرب الملايين إلى أوروبا ودول الجوار، ولا أحد يعلم عدد السوريين الذين هربوا من الموت خلال 13 عامًا من السجون والمعتقلات والحصار.. إن أمام الشعب السورى الآن فرصة لكى يبدأ صفحة جديدة أكثر وحدة، حرية، وعدالة..
فى سوريا نخبة من النخب الفريدة فى العالم العربى، ربما عانت التهميش وغياب الحريات والاستبداد، لكنها قادرة على أن تستعيد دورها، توحد صفوفها، وتسترد مكانتها.. إن سوريا الآن تحتاج إلى وحدة شعبها، خاصة أنها تعانى ظروفًا قاسية تتربص بها من جميع الاتجاهات.. ويكفى ما تركته الأحزاب السياسية التى هيمنت على حياة الشعب السورى عشرات السنين.
سوف تحتاج سوريا إلى وقت طويل لكى تتخلص من فلول البعث، تعيد القرار لشعبها، وتنهى عصر الانقسامات والطوائف وبقايا الأيديولوجيات.. هناك علاقات دولية بين النظام السورى وقوى دولية أقامت القواعد واحتلت الأرض، ويجب أن ترحل. يبقى بعد ذلك الوجه العربى الذى اختفى أمام الفوضى والانقسامات.. إن سوريا الوحدة، الحرية، العدالة، وحقوق الإنسان هى المستقبل الذى ينتظره الملايين من المهاجرين الذين ينتظرون العودة لوطنهم.. إن سوريا تقف أمام مفترق تاريخي، وتدور حولها مؤامرات كثيرة فى الداخل والخارج. وعلى الشعب السورى أن يكون صاحب قراره.. لقد عانى الشعب السورى ـ سنوات طويلة ـ كل مظاهر القهر والاستبداد وربما جاء الوقت ليسترد حريته وحقه فى حياة كريمة.. أما ما حدث فى خمسين عاما من السجون والمعتقلات فالحكم للتاريخ..