بقلم:فاروق جويدة
فى ظروف غامضة وترتيبات مريبة، يأتى لقاء ترامب مع نيتانياهو فى زيارة سريعة خاطفة، وهناك حالة ترقُّب لما يمكن أن يدور فى هذا اللقاء.. إن إيران تأتى فى الصدارة، لأن إسرائيل لم تحسم الحرب فى غزة، وأمريكا لم تحقق نصرًا على الحوثيين، وما زالت إسرائيل تعربد فى المنطقة ما بين الحرب مع حماس وحزب الله والضفة، وأخيرًا سوريا.. إن الجيش الإسرائيلى كان يعتمد دائمًا على الضربات السريعة الخاطفة ويفضل جبهة واحدة، ولكنه لأول مرة يخوض حربًا فى أكثر من خمس جبهات.. ومن حيث العدد، فإن إسرائيل لا تملك من البشر ما يكفي، خاصة إذا دخلت إيران المعارك، وقد تطلب دعمًا أمريكيًا يشعل المنطقة كلها، لأن القواعد الأمريكية فى المنطقة لن تكون فى مأمن من صواريخ إيران والحوثيين.. على الجانب الآخر، فإن الرئيس ترامب يواجه رفضًا شعبيًا ضد قرارات الرسوم الجمركية، وقد يكون الثمن خروجه غير مأسوف عليه من البيت الأبيض.. وعلى الجانب الآخر، فإن أمام الصين فرصة ذهبية لكى ترث الدور الأمريكى فى الشرق الأوسط.
والشىء المؤكد أن ترامب تورَّط مع نيتانياهو، وسوف يخسر الكثير أمام دول العالم التى تتحدى أمريكا الآن.. إن إسرائيل فى محنة ، وأمريكا خسرت الكثير، وقد تكون هذه فرصة نادرة لتراجع الدور الأمريكى وسقوط المشروع الصهيونى على يد مجانين هذا العصر... إن ما يجرى الآن يحمل بدايات ونهايات، قد تصعد الصين وإيران بدعم روسى غير مسبوق، وقد تنهار أمريكا وتأخذ معها الجيش الذى لا يُقهر..أما العالم العربي، فالمصير غامض.. لا أحد يستطيع أن يتصور إلى أين تمضى الأحداث ليس فى العالم العربى ولكن فى العالم كله، وقد تشتعل حربا عالمية ثالثة إذا أرادت أمريكا .. ذلك العالم على أبواب كارثة.