بقلم - فاروق جويدة
يخيل إليّ أن مشروع صفقة القرن أوشك أن يحقق أهدافه، وأن ميناء غزة الذى تشيده أمريكا الآن مع عدد من الدول هو نهاية هذه الصفقة .. كانت أمريكا تستطيع أن تأمر إسرائيل بفتح المعابر ودخول احتياجات سكان غزة بريا، ولكن أن يضيع كل هذا الوقت ما بين إنشاء ميناء ووصول معدات لذلك، وشحن المعونات من قبرص، كل هذا الوقت كان لحساب إسرائيل لإنهاء مهمتها فى رفح .. ولا مانع من أن تحمل سفن المعونات آلاف الفلسطينيين إلى قبرص أو أى مناطق أخري، وينتهى الأمر بتوزيع أهل غزة على مناطق أخرى إذا تطلب الأمر .. إن فى رفح الآن مليونا ونصف مليون فلسطينى وإذا تم تهجير المليون إنسان فهذا يعنى تفريغ غزة من سكانها .. وأخشى أن يكون مشروع الميناء بكل ما يحيط به من الغموض مشروع تهجير وليس معونات .. إن إسرائيل لن تتردد فى تحقيق أهداف صفقة القرن ويبدو أنها خطة متفق عليها بين أطراف متعددة، وأن رفح ستكون آخر حدود المؤامرة، بحيث يهرب الفلسطينيون منها ويتجهون إلى أى مكان هروبا من الموت .. إن روائح صفقة القرن تفوح فى عواصم كثيرة فى ظل اتفاقات وتعهدات سابقة، وجاء وقت الحصاد لأنه ليس من المنطقى أن تحشد إسرائيل جيشها وتقتحم رفح دون مبررات اتفقت عليها أطراف كثيرة ، لأن الهروب من الموت يمكن أن يكون بديلا أمام اقتحام رفح تحت دعاوى حماية المدنيين .. إن حالة الصمت التى تحيط بمواقف عواصم كثيرة تخفى جوانب المؤامرة سوف تتكشف كلها فى رفح آخر معاقل الدفاع عن غزة ، وتكون سفن النجاة والميناء المرتقب آخر مشاهد اللعبة .