الرجل والعيال

الرجل.. والعيال

الرجل.. والعيال

 عمان اليوم -

الرجل والعيال

بقلم: سليمان جودة

رغم أن منظمة الأمم المتحدة هي المنظمة الدولية الأم في العالم، ورغم أنها تظل من مقرها في نيويورك عنوانًا للإرادة العالمية.. أو هكذا يظن تعساء هذا العالم الذين يتعلقون بها.. فإن المرات القليلة التي مارست فيها المنظمة هذه الإرادة كانت على مستوى أمينها العام كشخص، لا على مستواها هي كمؤسسة عالمية كبرى أو أكبر.

حدث هذا مؤخرًا على مستوى أنطونيو جوتيريش، الأمين العام، الذي أصاب إسرائيل بالجنون في كل مرة وقف خلالها في مواجهة مع ما يتم في قطاع غزة، من قتل للأطفال والنساء والمدنيين وتدمير للبيوت والمنشآت.

كانت إسرائيل في كل مرة تعطل حركة الأمم المتحدة من خلال الڤيتو الأمريكى الشهير، ولكنها كانت تقف عاجزة في مواجهة الشجاعة التي يتحلى بها الرجل على مستواه الشخصى وبمفرده، وقد تجلت شجاعته أكثر وأكثر عندما وقف يصيح ويقول: لن أستسلم حتى تتوقف هذه الحرب التي تسوى القطاع بالأرض.

وفى كل مرة لم يكن يعبأ بصراخ إسرائيل في وجهه، ولا كان يبالى بتهديدات وزير خارجيتها، إيلى كوهين، وكان يتصرف بقوة وجرأة، بينما لسان حاله يقول إن الدولة العبرية إذا كانت قد عطلت حركة المنظمة بالڤيتو الأمريكى، فهو كأمين عام لن يسكت، ولن يهدأ، ولن يساوم.

كان الڤيتو اللعين قادرًا على تفريغ المنظمة من معناها، ولكنه لم يستطع فعل شىء للأمين العام، الذي عرف كيف يعوض بجسارته شيئًا من صدمة العالم في الأمم المتحدة وخيبة أمله فيها.. وكان وكأنه يعوض عدم قدرته على فعل شىء تجاه الحرب الروسية على أوكرانيا.. فلقد زار البلدين مرة عند بدء حربهما ثم عاد لتبقى عينه من بعدها بصيرة ويده قصيرة.

يرتفع مبنى المنظمة في نيويورك إلى ٣٨ طابقًا، ومع ذلك، فكل هذه الطوابق تقف شاهدة على العجز الكلى للمنظمة، ويتمدد المقر الأوروبى لها في جنيڤ على مساحة شاسعة، ويكاد المرء يتوه في أنحائه إذا جرّب التجوال بين الغرف والمكاتب والطرقات التي بلا عدد، ومع ذلك أيضًا، فهذا كله لم ينفع طفلًا من ٨٠٠٠ طفل اغتالتهم حكومة المجرم نتنياهو، ولا أغاث ٦٢٠٠ امرأة أزهقت أرواحهن حكومة المجرم نفسه.. ولكن «جوتيريش» كان أقوى من كل هذا الكيان الديناصورى سواء في نيويورك أو كان في جنيڤ السويسرية.

كانت جولدا مائير تترأس الحكومة في تل أبيب، أيام حرب أكتوبر، وكانت ملامحها أقرب إلى ملامح الرجل منها للمرأة، وكانت قوية قاسية مع وزرائها، وكان الإعلام يقول عنها إنها الرجل الوحيد في وزارة من النساء.. ولكن هذا لا يمنع أن السادات البطل مسح بكرامتها الأرض، وحقق النصر.. وبالقياس على ما كان يُقال عن جولدا مائير، فإن أنطونيو جوتيريش يبدو في كل مواقفه منذ بدء الحرب على غزة، وكأنه الرجل الوحيد في الأمم المتحدة، أو كأنه الرجل الوحيد على رأس منظمة من العيال.

omantoday

GMT 19:41 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

مجالس المستقبل (1)

GMT 19:20 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

البحث عن مقبرة المهندس إيمحوتب

GMT 15:41 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

موسم انتخابى كثيف!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرجل والعيال الرجل والعيال



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 20:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F
 عمان اليوم - علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 14:38 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab