بقلم: سليمان جودة
نامت أوروبا ثم استيقظت لتكتشف أن الذئاب صارت مشكلة فى حياتها، وقد وصل الانشغال بها والقلق منها إلى حد أن أورسولا فون ديرلاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، تكلمت عنها مع وكالة الأنباء الفرنسية باستفاضة واهتمام.
وهذه قضية سوف نرى حالا كيف أن عندنا ما يشبهها تقريبا، وأنها تبحث عن حل، وأن تركها بلا حل يمكن أن يسبب مشاكل كبيرة للناس فى المستقبل.
أما فى أوروبا فالذئاب انتشرت فى المراعى والحقول فجأة، واشتد الخلاف حولها بين رعاة المواشى وجمعيات حماية البيئة التى تنحاز، بحكم طبيعة عملها، إلى ما يوفر حماية للحيوانات البرية فى العموم، لكن المفوضية تدخلت وقالت ما معناه إن هذه الحماية لها حدود، إذا ما تعلّق الأمر بحماية قطعان الماشية، وإذا ما تعلّق قبل القطعان بحياة الناس.
والطريف أن السيدة أورسولا تعرضت للضرر شخصيا فى الموضوع، وكان ذلك عندما هاجم ذئب مزرعة العائلة شمال ألمانيا وقتل حصانا فيها!.
ولأن الشكوى من خطر الذئاب صارت شبه عامة بين الرعاة، فإن المفوضية قررت أن تتبنى القضية، وأن يكون ٢٢ من هذا الشهر آخر موعد لاستقبال الاقتراحات، وقالت إن تعديلا فى الغالب سيطرأ على القانون الذى يوفر حماية للذئاب لأن حياة البشر أهم، ولأن خطرها فى مرحلة من المراحل سيهدد حياة الإنسان الأوروبى ذاته.
شىء من هذا قائم عندنا، لكن على مستوى الكلاب السارحة فى الشوارع، والتى تكاثرت بشكل لافت وإلى حد مزعج للغاية.. وقبل أيام كان الأمن قد ضبط شخصا أطلق الرصاص على الكلاب فى الشارع من بندقية خرطوش، وكان المتهم قد قال، فى التحقيقات، إنه لا يعرف كيف ينام من نباحها الذى لا يتوقف طول الليل.
والذين يتحركون فى شوارع العاصمة ليلا بالذات يعرفون أن هذه الكلاب أصبحت مشكلة فى كل شارع تقريبا، وأنها تتحرك فى جماعات وتطارد السيارات والناس، وهى مشكلة تكبر يوما بعد يوم، ويمكن أن تمثل خطرا على حياة المشاة فى المستقبل، وتحتاج إلى تدخل من الجهات المعنية يضع حياة الناس حيث وضعتها المفوضية فى أوروبا.