بقلم: سليمان جودة
حضرت حفل زفاف رجل السياحة عنان الجلالى على عروسه الجديدة، الدكتورة مهدية فتاح، وكان الحفل فى واحد من الفنادق التى بناها الدكتور أحمد بهجت فى دريم لاند.
كان الحفل على نطاق ضيق ومحدود، لكن هذا لا يمنع أن الأرض التى جرى عليها هى أرض للأحلام الواسعة، وربما كان هذا هو السبب الذى جعل الدكتور بهجت، يرحمه الله، يسمى المشروع كله «دريم» منذ اللحظة الأولى.. وحين أطلق قناته التليفزيونية الشهيرة فى وقتها كان لها من الحلم نصيب، وكان الحلم يرافقها ليس فقط فى اسمها، ولكن فى كل مراحل تألقها بين مشاهديها.
ولابد أن الذين حضروا الحفل قد رجعوا بذاكرتهم إلى الوراء قليلًا ليتخيلوا كيف كانت هذه المساحة صحراء ممتدة فى الطريق إلى الواحات، وكيف استطاع بهجت تحويلها إلى جنة خضراء على الأرض، وكيف زرع فى داخلها من الخدمات ما يجعلها مجتمعًا تتكامل فيه كل أسباب الحياة.. ولا تختلف أحلام عنان الجلالى فى السياحة عن أحلام صاحب دريم لاند فى عمارة الأرض، فكلاهما عنده قدرة ليس فقط على أن يحلم، وإنما على أن يترجم أحلامه إلى واقع حى يراه الناس.
وفى أيام قناة دريم كنت قد حاورت الجلالى على شاشتها، وكان يروى على مدى ساعة على الشاشة كيف سافر إلى أوروبا مثقلًا بأحلامه، وكيف كان يغسل الصحون فى بدايات وصوله إلى هناك، وكيف أنه لم يكن يجد فى ذلك ما يعيبه، فالأهم عنده أن تعمل، وأن يكون عملك خطوات متتابعة إلى أحلامك، ولذلك فإن أحلامه فى النجاح كرجل سياحة كانت تراوده فى كل حالاته، ولم يكن ينشغل عنها حتى ولو اشتغل بغيرها.
ولايزال الرجل يدور حول العالم، ثم لا يجد أفضل من المحروسة يعود إليها كما يعود الطائر إلى العش فى آخر النهار، ولايزال يرى للسياحة فى بلدنا مستقبلًا لابد من الذهاب إليه، لأننا لا تنقصنا الإمكانيات ولا القدرات، لكننا فى حاجة فقط إلى أن نتمسك أكثر بنصيبنا العادل فى حركة السياحة العالمية، وألا نهدأ حتى نحصل على هذا النصيب العادل.
هنا.. على أرض دريم لاند.. نستطيع أن نرى كيف يمكن للمستثمر أن ينجح، وكيف يمكن للقطاع الخاص أن يفتح آفاقًا ممتدة فى كل اتجاه بدعم الدولة ومساندتها، وكيف يمكن أن تنبت الحياة فى الصحراء، وكيف يمكن أن تتحول الرمال إلى الذهب أو إلى ما يساويه، وكيف يمكن أن يكون الحلم اسمًا على مسمى؟!.
ما أسهل الأحلام لأنها مُتاحة لكل البشر، ولكن ما أصعب الخروج بها من عالم الخيال إلى دنيا الناس.