بقلم: سليمان جودة
أطلقت الهند صاروخًا يستكشف الشمس، وقالت إنه يحمل إسم «أديتيا إل ١»، وإن نجاحه فى مهمته سوف يساعد العالم فى فهم أوسع لتأثير الشمس على مناخ الأرض.
ومن الواضح أن هذه السنة هى سنة الهند بين الدول، لأن رئيس وزرائها ناريندا مودى، ما كاد يصل إلى العاصمة جوهانسبرج فى جنوب إفريقيا لحضور قمة مجموعة إلبريكس ٢٢ أغسطس، حتى جاءه نبأ نجاح المركبة الهندية «تشاندريان ٢» فى الوصول إلى القمر!.
وقد جلس ناريندا فى القمة يتلقى التهانى على نجاح وصول المركبة، ثم راح يقول إن أعمالها سوف تكون فى خدمة الإنسانية كلها.. وكانت بهجته بوصولها إلى غايتها مضروبة فى اثنين: مرة بنجاحها فى الوصول، ومرة لأن وصولها وضع الهند فى المرتبة الرابعة بين الدول التى وصلت إلى هناك بعد الاتحاد السوفيتى السابق، والولايات المتحدة الأمريكية، والصين التى وصلت فى ٢٠١٩.
ومما زاد من أهمية المركبة الهندية، ومن نجاحها فى الوصول إلى القمر، أن روسيا التى حضرت القمة نفسها إلى جوار الهند، كانت فى الشهر نفسه قد أرسلت مركبتها الفضائية «لونا ٢٥» لاستكشاف الماء فى القمر، لولا أنها اصطدمت به وتحطمت فى مكانها.
وفى أول السنة كانت الهند تحتفل بأنها صارت أكبر دول العالم سكانًا، وكان ذلك عندما تجاوزت الصين فى تعداد السكان فى إبريل، ولم يعد الصينيون هُم الأكثر عددًا على مستوى العالم كما عاشوا لسنين طويلة.. وقبلها كان الاقتصاد الهندى قد أزاح الاقتصاد البريطانى من موقعه باعتباره الاقتصاد الخامس عالميًا ثم جلس فى مكانه.
وهكذا.. فالثلاثية التى ميزت الهند بين عواصم العالم طوال السنة، من أول تجاوز بكين فى التعداد، إلى القفز فوق اقتصاد لندن، إلى الوصول للقمر، قد صارت رباعية بهذا الصاروخ المرشح للجلوس فى الفضاء إلى جوار مركبة القمر.
وعندما يتزامن هذا كله مع كون الهند هى الأعلى سكانًا، فمعناه أنها تقول إن سكانها الذين يزيدون ٤٠٠ مليون إنسان فوق المليار، سوف لا يظلون مجرد عدد كبير أو أكبر، وأن العدد سوف تكون له تجلياته العملية فى أكثر من اتجاه