بقلم: سليمان جودة
كم يبلغ عائد الساحل الشمالى على السياحة؟.. هذا سؤال لا بد أن ننشغل بإجابته، لأن العائد إلى الآن قليل، ولأنه لا يتفق مع طول ساحلنا الممتد، ولا مع إمكاناته، ولأن أمامنا أن نعوض ما فاتنا في المسافة المتبقية من هذا الساحل البديع.
أتكلم بالطبع عن السياحة الخارجية على وجه التحديد، لا سياحة الداخل التي لاتزال هي الغالبة في قرى وفنادق الساحل المختلفة، والتى لا تجلب للبلد ما تجلبه سياحة الخارج من دخل بالعُملة الصعبة.
وكان الساحل قد امتلأ منذ البداية بالقرى السياحية، ولم يشهد بناء الفنادق إلا في النادر، وهذا ما لابد أن نتداركه في المسافة المتبقية منه.. فهى تمتد من غرب الضبعة إلى مرسى مطروح وتزيد على ١٠٠ كيلومتر، ويمكن أن تخدم حركة السياحة بشكل جيد جدا، إذا ما نشأت على أساس يختلف عن الأساس الذي قامت عليه القرى السياحية في المسافة من العجمى غرب الإسكندرية إلى حدود الضبعة من جهة الشرق.
الساحل في هذه المنطقة من غرب الضبعة إلى مرسى مطروح لايزال يتشكل، ولا مفر من أن تكون الدولة حاضرة فيه على مستوى تفادى الأخطاء التي وقعت فيما سبق من مراحله، وإلا، فإنه سيكون امتدادا لما سبق، وسيبقى خارج الخدمة طوال السنة ما عدا يوليو وأغسطس، وسيكون هذا إهدارا لما يتبقى منه وتكرارا لما وقعنا فيه من قبل.
وإذا كانت الدولة معنية في الفترة الأخيرة بواحة سيوة، وبالطريق إليها، وبالسياحة فيها، فهذه الواحة الفريدة سياحيا لن تجد ساحلا يخدم صناعة السياحة على أرضها، إلا في هذا الجزء من غرب الضبعة إلى مطروح، لأنه الأقرب إليها، ولأن الذاهب إلى الواحة لن يجد أحسن من هذه المساحة من الشاطئ تساعده في استكمال الرحلة إلى سيوة في عمق الصحراء الغربية.
وكنت قد أشرت من قبل إلى ثلاث مراحل في الساحل، وهذه المسافة التي أتحدث عنها هي الرابعة، ولا بد أن تستفيد مما سبقها من مراحل، وأن تستخلص التجربة، وأن تكون خالية من كل ما ارتكبناه من أخطاء في المراحل الثلاث.
إذا فاتنا أن نوظف هذه المساحة الغربية من الساحل في خدمة السياحة عموما، فسوف يكون قد فاتنا الكثير، وإذا فاتنا أن نسخرها لخدمة السياحة في سيوة خصوصا، فسوف نكون قد بددنا إمكانات الشاطئ وسيوة معا.