بقلم: سليمان جودة
يوم الأحد ٢٠ من هذا الشهر أعلنت كامالا هاريس، مرشحة الحزب الديمقراطى فى السباق إلى البيت الأبيض، ما لا تعلنه أى امرأة فى العالم على الملأ!.
لقد وافق هذا اليوم عيد ميلادها، وكان من الممكن أن تحتفل به فى حدود أسرتها الصغيرة أو مع أصدقائها المقربين.. فهذا ما تفعله أى امرأة اعتادت الاحتفال بيوم مولدها.. لكن هاريس أبت إلا أن يشاركها العالم كله احتفالها بعيد ميلادها، فخرجت تقول إن يوم الأحد يوافق كذا من هذا الشهر، وأنها فى هذا اليوم قد وصلت سن الستين!.. هكذا دون مواربة، ولا حياء، ولا حتى خجل!.
إن ما نعرفه أن كل امرأة تُخفى عيد ميلادها وتظل تُداريه، وإذا كان لابد من الإعلان عنه فإنها تعلن الشهر لا السنة، فتقول إذا كانت مولودة مع هاريس مثلا فى نفس اليوم والشهر أنها من مواليد أكتوبر.. أما أكتوبر فى أى سنة بالضبط؟ فإن ذلك يبقى سرا دفينا.. وكثيرا ما نسمع عن فنانات كثيرات عندنا يحتفلن بأعياد ميلادهن، فإذا سألوا فنانة منهن عن يوم ميلادها قالت إنه فى شهر كذا، وبغير أبدا أن تذكر السنة التى كان فيها هذا الشهر!.
إلا كامالا هاريس.. التى جاهرت ليس بالاحتفال بعيد ميلادها، لكن بسنها أيضا، ولابد أن ما أعلنته سوف يظل نادرة تُروى بين السيدات!.. وهى لم تفعل هذا عن عبط فيها لا سمح الله، ولا عن عدم إدراك لما تقوله، وإنما فعلته عن عمد، وعن قصد، وعن هدف!.
لقد أعلنت عُمرها وهى تخاطب مرشح الحزب الجمهورى دونالد ترامب، بينما لسان حالها يقول: إياك أعنى واسمعى يا جارة!.. جاهرت هى بسنها وعمرها على غير عادة النساء، لأنها تريد أن تخاطب ترامب الذى وصل عُمره إلى ٧٩ سنة، ولأنها فى الوقت نفسه تريد أن تغازل جمهور الناخبين لعله يختار الأقدر منهما على النهوض بأعباء الإقامة فى البيت الأبيض.
جاهرت هى بسنها وهى عارفة أن عامل السن تحديدا كان السبب فى خروج الرئيس جو بايدن من السباق!.. إن بايدن يقف على باب الثالثة والثمانين، وقد بدأت مضاعفات هذه السن تظهر عليه من حيث مدى القدرة على الحركة دون تعثر، وكذلك من حيث مدى القدرة على الحديث دون نسيان، وكان هذا مما راح المرشح المنافس ترامب يلعب عليه حتى أخرجه من السباق.
ومن بعده جاءت هاريس فى مكانه تتباهى بعُمرها ولا تخفيه، ولو فازت فى السباق فسوف يكون الحظ قد ابتسم لها، لأنها بدلا من الذهاب إلى البيت بعد الخروج على المعاش، سوف تذهب لتقيم فى البيت الأبيض رئيسا لأقوى دولة لأربع سنوات.. فيا له من معاش نادر حقا.. ويا لها من امرأة تجاهر بسنها وعُمرها وهى تعرف ماذا بالضبط تفعل؟.