بقلم: سليمان جودة
الأناقة التى تبدو بها السيدة كيمى بادنوك تجعلك تعتقد أنها واحدة من عارضات الأزياء، ولكن سرعان ما سوف تكتشف أنها سياسية بريطانية من أصول نيجيرية، وأنها مُرشحة لأن تكون على رأس الحكومة فى لندن، إذا ما جرت انتخابات برلمانية قريبة.
ورغم أن عُمرها 44 سنة، إلا أن ذلك لم يمنع حزب المحافظين من انتخابها رئيسة له خلفًا لريشى سوناك، الذى قاد الحزب إلى سقوط مروع أمام حزب العمال، فى انتخابات الرابع من يوليو من هذه السنة.
والسيدة «بادنوك» ليست أنيقة فقط، ولا هى شابة وحسب، ولكنها امرأة من أصحاب البشرة السمراء صارت حيث هى على رأس حزب المحافظين.. وعندما رحب بها السير كير ستارمر، رئيس الحكومة، ورئيس حزب العمال، وقال إن فوز امرأة من أصحاب البشرة السمراء مثلها بزعامة حزب كبير مثل حزب المحافظين فخر لبلاده، ردت هى وقالت إنها لا تميل إلى التركيز على لونها عند الكلام عنها أو عن فوزها، وأضافت أن لون بشرتنا يجب ألا يكون أهم من لون شعرنا أو لون عيوننا.. ولا بد أنها بهذه المعانى كانت تدعو الذين يتحدثون عنها أو عن لون بشرتها إلى التجاوز عن الشكل إلى الموضوع فى القضية.
أما الموضوع فلقد أشارت إليه حين أعلنت أن لها مهمتين اثنتين لا ثالث لهما فى المرحلة المقبلة، وأن المهمة الأولى هى محاسبة حكومة حزب العمال التى تجلس فى مقاعد الحكم على ما تمارسه من سياسات.. فكأنها لا تترك البرلمان البريطانى وحده يقوم بهذه المهمة الأصيلة بالنسبة له وبالنسبة لأى برلمان، ولكنها كزعيمة للحزب المعارض الأكبر للعمال تريد أن تكون للحكومة بالمرصاد، وتريد بالتالى أن تصل إلى مهمتها الثانية.
هذه المهمة الثانية هى العودة بحزب المحافظين إلى الحكم فى مقر الحكومة في 10 دوانينج ستريت، وهو لن يعود بالتأكيد إلا بمراجعة لأسباب إخفاقه فى انتخابات يوليو.
والذين يعرفون كيمى بادنوك يقولون إنها تتميز بصفات كثيرة، وإن الصفة الأهم فيها أنها جادة للغاية فى كل شىء تفعله.. ولا بد أن حزبًا سقط سقوطًا ذريعًا كحزب المحافظين أحوج ما يكون بعد إخفاقه الكبير فى السباق الانتخابى إلى شخص يتصف بالجدية أول ما يتصف.
إنها تقول لنا ولغيرنا إن أول خطوة فى عبور أى وضع إلى سواه، أن ننظر فى الأسباب التى أدت إلى الوضع الذى لا يُرضى طموحنا.. هذا ما تقوله فى كلمات قليلة، وبغير أن تشغلنا بالدخول فى تفاصيل.