تجميل وتبشيع

تجميل وتبشيع

تجميل وتبشيع

 عمان اليوم -

تجميل وتبشيع

بقلم :إنعام كجه جي

تصلني عبر الهاتف طرائف وحكايات لرفع المعنويات. يحتاج المرء بعد الستين لرافعة بألف حصان. وآخر ما تلقيت تسجيل قصير تتحدث فيه الممثلة وعارضة الأزياء السابقة إيزابيلا روسيليني لتقول، لا فُضّ فوها، إن الزمن قد تغيّر. كانت قد عملت لأكثر من عشرين سنة مع شركة فرنسية شهيرة لمستحضرات التجميل.

وظلت ملامحها الجميلة سفيرة لما تنتجه الشركة من مراهم وأصباغ. لكنهم لم يجددوا العقد معها حين تجاوزت الأربعين. وهي حسب المفهوم العام لم تعد شابة. وبالتالي فإنها غير مناسبة لصورة الشركة. أحست العارضة الإيطالية المولد بأنها صارت امرأة منتهية الصلاحية.

في التسجيل، تخبرنا إيزابيلا بأنها فوجئت باتصال من مسؤولي الشركة يطلبون منها العودة للعمل معهم والترويج لمستحضراتهم. اتصال جاء بعد 23 عاماً من الاستغناء عنها. ردت عليهم: «أنا في منتصف الستينات من عمري... انتظروا وطالعوا صوري الجديدة قبل توقيع العقد». قالت لها المديرة الجديدة للشركة إن النظرة للنساء قد تطورت، وهم لا يريدون خسارة السيدات اللواتي تجاوزن سن الصبا. يعني لعبة تسويقية لتوسيع دائرة الزبائن مغلفة بالنوايا الحسنة.

من هي إيزابيلا روسيليني؟ لمن لا يعرف، هي عارضة سابقة للأزياء، وممثلة ومخرجة لها عشرات الأدوار في السينما والتلفزيون. لكن شهرتها الأكبر جاءت من كونها ابنة نجمة هوليوود السويدية الأصل إنغريد برغمان، وهو انتماء فيه من السرّاء قدر ما فيه من الضرّاء. لا يمكن للبنت أن تناطح والدتها صاحبة الأوسكارات الثلاثة. ممثلة ذات ملامح محفورة في تاريخ الشاشة الفضية مع مخرجين من أمثال هيتشكوك وجان رينوار وسيدني لوميت وفنسنت مينيللي وإنغمار برغمان. من ينسى عيني ليزا، بطلة فيلم «كازابلانكا» وهي تودع حبيبها هامفري بوغارت؟

في عام 1948. بعد مشاهدتها الفيلم الإيطالي «روما مدينة مفتوحة»، كتبت إنغريد رسالة مقتضبة إلى مخرجه جاء فيها: «عزيزي السيد روبيرتو روسيليني، شاهدت فيلمين لك وأعجباني كثيراً. إذا كنت محتاجاً لممثلة سويدية تتكلم الإنجليزية بطلاقة، ولم تنس اللغة الألمانية، وليست مفهومة جيداً بالفرنسية، ولا تعرف من الإيطالية سوى كلمة أحبك، فإنني على استعداد للعمل في أحد أفلامك». كانت يومها حاصلة على أول أوسكاراتها.

دعاها روسيليني للعمل معه في فيلمه «سترومبولي» الذي كان قيد التحضير. ولم يفترقا خلال السنوات السبع التالية. ترك كل منهما شريك حياته السابق وتزوجا. وأثمرت قصة الحب الصاعقة 5 أفلام و3 أبناء، منهم إيزابيلا. ثارت الكنيسة الكاثوليكية لأن العروس كانت حبلى عند الزواج. وغضبت هوليوود على نجمتها الحسناء ولم يعد مرغوباً فيها بالولايات المتحدة. لكنها عادت عودة مظفرة سنة 1957 لتنال الأوسكار عن دورها في فيلم «أنستازيا».

تشاء الأقدار، فيما بعد، أن تصبح إنغريد برغمان حماة المخرج الأميركي الشهير مارتن سكورسيزي. لقد تزوج ابنتها إيزابيلا. وكانت البنت تراوح بحماسة ما بين السينما والتلفزيون وتحاول أن تطال والدتها. لكن الموهبة لا تورث مثل الجمال العابر للزمن. عانت إنغريد من سرطان الثدي في سنواتها الأخيرة ورحلت في مثل هذه الأيام من صيف 1982. ولدت آخر أغسطس (آب) وماتت في اليوم ذاته من الشهر ذاته. كانت تبلغ 67 عاماً. عمر ابنتها إيزابيلا اليوم. وهناك قطعة رخام صغيرة تحمل اسمها الأول المجرد، متوارية وراء العشب الطفيلي في مقبرة الشمال في استوكهولم.

قبل انطفائها، كانت قد أدت دور رئيسة وزراء إسرائيل غولدا مائير في فيلم للتلفزيون. واضطرت خبيرة الماكياج إلى تبشيع ملامح إنغريد برغمان لكي تناسب الشخصية.

 

omantoday

GMT 00:04 2024 الجمعة ,22 آذار/ مارس

المال الحرام

GMT 14:47 2021 الأربعاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين: رجل الضريح ورجل النهضة

GMT 14:45 2021 الأربعاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

رؤية تنويرية لمدينة سعودية غير ربحية

GMT 14:44 2021 الأربعاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الحوار الاستراتيجي بين القاهرة وواشنطن

GMT 14:43 2021 الأربعاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

... في أنّنا نعيش في عالم مسحور

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تجميل وتبشيع تجميل وتبشيع



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 20:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F
 عمان اليوم - علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 14:38 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab