الماضي غير جميل

الماضي غير جميل

الماضي غير جميل

 عمان اليوم -

الماضي غير جميل

بقلم - سمير عطا الله

توافق الناس على تسمية الماضي بـ«الزمن الجميل». لكنه لم يمكن دائماً جميلاً أو حتى مقبولاً. يمتلئ كتاب «الأيام الماضية الطيبة كانت رهيبة حقاً» بالصور والرسوم التي تصور حياة مليئة بالبؤس والشقاء على امتداد الولايات المتحدة في القرن التاسع عشر، وأوائل العشرين. شوارع وجادات نيويورك مكتظة بالحيوانات السائبة، والقمامة التي تملأ الأرصفة والطرقات. وها هي في عام 1880 عاصمة التلوث في العالم أجمع. السبب كان حميداً؛ لأن المدينة امتلأت بالمصانع، والمصانع ملأت المدينة رياحاً ملوثة وروائح سيئة لا تطاق.

مؤلف كتاب «الأيام الطيبة الماضية»، أوتو بسمان هو مؤسس أهم مكتبة أرشفة في نيويورك. يكتب بسمان أن ما عرفه بالعصر الذهبي للمدينة كان في الواقع عصر القمامة من جميع الأنواع؛ المهملات الصادرة عن المطابخ، وروث الخيول التي تؤمن الحركة، والفضلات التي يرميها الناس، بحيث إنه كان يتعذر على المشاة أن يشقوا طريقهم إلى المكاتب والأعمال وسط تلال صغيرة من الزبالة.

كان الوضع أكثر سوءاً في المدن الأميركية الأخرى. وكانت عربات الخيول المنتشرة في كل مكان تنقل الناس، وأحياناً كثيرة تنقل المجرمين منهم. وقد كتب أحدهم: «بعد ما رأيت شيكاغو، بت أحلم على وجه السرعة بألا أراها مرة أخرى؛ لأن هواءها قذر حقاً». وقال آخر: «إنني أعجب حقاً كيف يستطيع أي زائر أن يعثر على طريقه في هذه المدينة الوسخة بعد مغيب الشمس».

في نهاية القرن التاسع عشر كانت ترتفع حول مدينة بس بر 14.000 مدخنة من مصانع الحديد والفولاذ وتشكل من حولها دائرة من الرماد والفتات المعدني. وقد وصفها الصحافي الهنغاري يا دوفاي بأنها «منبع سموم يقتل كل شيء قابلاً للنمو من أشجار وزهور وعشب، إنها حقاً خليقة بالشيطان نفسه».

الذي يزور نيويورك هذه الأيام يتمتع بجولة صغيرة بعربات الخيول الواقفة أمام «سنترال بارك». لكن أوائل القرن الماضي كان لكل منزل حصان واحد على الأقل، وكما تزدحم حركة السير في نيويورك بالسيارات الحديثة الآن، كانت تزدحم أوائل القرن الماضي بعربات الخيول: «يا له من اكتظاظ، ومسارح، وعربات، وحمالين، ومشاة، ومتسكعين. طاحونة من البشر تسمى برودواي». يضيف صاحب هذه الشهادة: «وقد بدوا جميعاً وكأنهم تحت قيادة شيطان السرعة».

الحصان الذي هو الآن رمز الصورة الجميلة لرفيق الإنسان، كان في ذلك الزمان عنوان كل شيء في حياة الأميركيين، يحمل وينقل ويشقى ويترك الباقي على الطريق.

omantoday

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

هوامش قمة البحرين

GMT 08:30 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 08:29 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 08:28 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الماضي غير جميل الماضي غير جميل



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 19:13 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 عمان اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 18:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 عمان اليوم - مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 09:01 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الاسد

GMT 21:16 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab