العروس بعلبكية لا روسيّة

العروس بعلبكية لا روسيّة

العروس بعلبكية لا روسيّة

 عمان اليوم -

العروس بعلبكية لا روسيّة

بقلم:سمير عطا الله

يُقرأ رحّالة العرب الأكبر، الطنجاوي ابن بطوطة، على مدى السنين. ففي قديمهِ جديدٌ دائم وكلَّ مرةٍ يخَّيل إليك أنكَ عرفتَ ما لم تعرف. ولكن على المرء أن يتبع دائماً ذائقة الطنجاوي. على سبيل المثال، يصل إلى مدينة بعلبك التي فيها أهم أعمدة القلاع في العالم، وبدلَ أن تثير القلعة فضوله يحدثك عن البساتين والفواكه والدبس والحلوى المحشوة بالفستق واللوز. ويدّعي بلا تردد أن حَب الملوك أو «الكرز» هو الأكثر طيبةً في العالم. ويقارن ابن بطوطة بعلبك والحركة التجارية فيها بدمشق، وفي ذلك بالتأكيد مبالغة واضحة. يقول إن المسافة إلى عاصمة الأمويين من مدينة القلعة، تستغرقُ يوماً واحداً بينما قال ياقوت الحموي إنَّ المسافة ثلاثة أيام. ولا يغفل صناعات المدينة وخصوصاً الأقمشة. وقد أشار المقريزي إليها بعبارة «الثياب والقطن البعلبكي».

تكثرُ فيها هذه الأيام الأحاديث عن روسيا وطقسها وشعوبها وتقاليدها. «ولا يكتبُ محلل سياسي عن أحداثها إلا ويأتي على ذكر اللعبة الروسية» المشهورة. وهي تلك اللعبة التذكارية التي تتضمن عدة عرائس، اللعبة الأصغر حجماً في قلب اللعبة الأكبر حجماً. ويتنافس صنّاع هذه الألعاب في مدى ما يمكنُ أن يضمنوا داخل اللعبة «الأم» أعداداً من الألعاب الصغيرة. ماذا تكتشف وأنت تقرأ يومياته في بعلبك؟ يفاجئك سيد المفاجآت بأن البعلبكيين عرفوا مهارة الخشبة الصغيرة ضمن الخشبة الكبيرة قبل الروس بعقودٍ كثيرة. يقول: «ويصنعون بها أواني الخشب ومعلقته التي لا نظيرة لها في البلاد وهم يسمّون الصُحاف بالدُّسوت». وقول إن البعلبكيين برعوا إلى جانب الدسوت في صنع الملاعق «وربما صنعوا الصحفة وصنعوا صحفة أخرى تسع في جوفها، وأخرى في جوفها، إلى أن يبلغوا العشرة، يخيّل لرائيها أنها صحفة واحدة، وكذلك الملاعق يصنعون منها عشراً، واحدة في جوف واحدة، ويصنعون لها غشاء من جلد، ويمسكها الرجل في حزامه، وإذا حضر طعاماً مع أصحابه أخرج ذلك، فيظن رائيه أنها ملعقة واحدة، ثمّ يخرج من جوفها تسعاً».

جاءَ ابن بطوطة لبنان في القرن الرابع عشر، وأحبَ بيروت أكثر من سواها بسبب عدد العلماء الذينَ رأى فيهم تميزاً عمن عرفَ في بلدان أخرى. وأتعبتهُ مدينة صور قليلاً، وأعطى وصفاً وافراً عن مدينة صيدا. ومع أنه كان يذكر في كل رحلاته النساء التي تزوج منهنّ فقد تركَ زيارة لبنان للتحزر حول هذا الأمر.

 

omantoday

GMT 19:41 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

مجالس المستقبل (1)

GMT 19:20 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

البحث عن مقبرة المهندس إيمحوتب

GMT 15:41 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

موسم انتخابى كثيف!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العروس بعلبكية لا روسيّة العروس بعلبكية لا روسيّة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 10:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab