كان طريدته الأخيرة

كان طريدته الأخيرة

كان طريدته الأخيرة

 عمان اليوم -

كان طريدته الأخيرة

سمير عطا الله
بقلم : سمير عطا الله

تحتفل «كي وست» فلوريدا، بلدة إرنست همنغواي، بذكرى ولادته، كما يليق به. كل صيف، في يوليو (تموز) يأتي إليها المتسابقون من أنحاء الولايات المتحدة، لكي يفوز الرجل الأكثر شبهاً به: لحيته المسمارية البيضاء، شعره الأبيض، صدره الرياضي العريض، وثيابه الرياضية التي رافقت أسطورته.
بلغ هذه السنة عامه الثاني والعشرين بعد المائة، ولا تزال صورته كما هي: مراسلاً حربياً مقداماً، البطل الذي ينجو مرتين من حادث سقوط طائرة، صياد السمك والطيور والحيوانات البرية، المسافر في الأمكنة، المزواج في النساء، حائز «نوبل» و«بولتيزر»، والغزير في الروايات والمذكرات الجميلة، من «الشمس تشرق ثانية» إلى «باريس: مهرجان متنقل».
كانوا 134 متسابقاً هذا العام. أكثرهم، على الأرجح، لم يقرأ الكثير من أعماله. كانت كلها أعمالاً مهمة ممتعة. لكنها غير «كلاسيكية». ذابت مع ذوبان مرحلتها: الحرب العالمية الثانية، الحرب الأهلية الإسبانية، وأيام كانت باريس الملاذ الروحي للكتاب الأميركيين وأدباء العالم. وكوبا وقصصها، وآخرها الانتحار في الجزيرة التي كتب فيها رائعته «العجوز والبحر».
كانت كوبا وصديقه فيدل كاسترو، جزءاً من حياته وعالمه الروائي. إلى حد بعيد مثل غابرييل غارسيا ماركيز، القادم هو أيضاً من الصحافة، وكلاهما توسل الشهرة من باريس ومن المغامرات والحروب. وكانت تلك أدوات مهمة في صناعة الرواية والشهرة الشخصية معاً. وقد استغلها إلى أقصى حدودها، وعلى الطريقة نفسها أندريه مالرو. لكن الأخير اختار ديغول صديقاً، مع أن اليسار وكاسترو كانا أكثر إثارة للجدل.
تلك مرحلة كانت فيها الحرب الكبرى هي كل شيء: الرواية والسينما والمسرح والمأساة والخوف من الحرب القادمة. وبالتالي، كانت النجومية هي الحرب أيضاً. تحول العالم أجمع إلى ذكريات متدلية من الحرب الماضية. وأفلام تصور الأميركي المنتصر، والألماني المهزوم، والياباني المحطم بقنبلتين ذريتين. الخاسر يشوه والرابح يطل وسيماً وفارساً ونبيلاً. أبطال همنغواي كانوا خليطاً من «واقع الحال». فالأعداء أيضاً يستحقون العطف، وأحياناً التقدير.
كم كان سهلاً على الروائي أن يختار بطله في الحرب. وكما حدث في الواقع كان الأميركي يعشق ويتزوج عدوة من ألمانيا أو اليابان. ثم تصير الحكاية قصة، والقصة رواية، والرواية فيلماً يدر الملايين. توفي إرنست همنغواي عن 61 عاماً بدت وكأنها 161 عاماً: من بلد إلى بلد، ومن حرب إلى حرب، ومن مغامرة إلى مغامرة، ومن ساحل كوبا إلى جبال كليمنجارو، ومن باريس إلى كينيا، ومن زوجة إلى أخرى. وبعدما اصطاد ببندقيته أنواع الوحوش، صوبها إلى فمه... وأطلق النار.

omantoday

GMT 01:51 2023 الثلاثاء ,05 أيلول / سبتمبر

الذكاء الاصطناعي بين التسيير والتخيير

GMT 02:58 2023 الثلاثاء ,13 حزيران / يونيو

الأيام الصعبة

GMT 02:52 2023 الثلاثاء ,13 حزيران / يونيو

«بحب السيما» وبحب جورج إسحاق

GMT 02:51 2023 الثلاثاء ,13 حزيران / يونيو

فرق توقيت

GMT 02:49 2023 الثلاثاء ,13 حزيران / يونيو

السعودية الجديدة... الإثارة متواصلة ومستمرة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كان طريدته الأخيرة كان طريدته الأخيرة



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 19:30 2020 الخميس ,28 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 09:44 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعه 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الجدي

GMT 23:57 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab