«فاغنر» السوداني وحميدتي الروسي

«فاغنر» السوداني وحميدتي الروسي

«فاغنر» السوداني وحميدتي الروسي

 عمان اليوم -

«فاغنر» السوداني وحميدتي الروسي

بقلم:حمد الماجد

بريغوجين «الفاغنري» وحميدتي الدقلي، كلاهما قوة عسكرية ضاربة وكلاهما بلا خلفية عسكرية، كلاهما تربى في حضن الجيش ليكون إحدى أذرعته الضاربة، وكلاهما أمسى تمرده قوة ضاربة ضد الجيش، كلاهما له خلفية تجارية كبيرة. فقائد مرتزقة «فاغنر» بدأ بسلسلة مطاعم إلى أن تحول إلى حماية مصادر الطاقة ومناجم الذهب، لتتحول قواته إلى ميليشيات عسكرية ضاربة تسترزق من حماية الحكومات الهزيلة، وحميدتي هو الآخر بدأ بتجارة الإبل، ثم شكل جماعات مسلحة لحماية قوافله من السودان إلى الخارج، لتتحول هي الأخرى إلى ميليشيات عسكرية ضاربة وتحقق انتصارات للجيش السوداني ضد حركات التمرد، كلاهما يسرح ويمرح بميليشياته وقوافله العسكرية ومجنزراته ونقاط تفتيشه من دون أن يهزمه الجيش الرسمي بكثافته العددية المدجج بسلاح الطيران والأسلحة الثقيلة والاستخبارات وقوات الأمن والشرطة، كلاهما ينفذ أجندات داخلية وولاءات خارجية قائمة على مبدأ الولاء لمن يدفع أكثر.

كلاهما؛ قائد «فاغنر» بريغوجين وحميدتي قائد «الدعم السريع»، يلف عليه وعلى قواته وسر قوته هالة من الغموض، فهذا الروسي «الفاغنري» الغامض يسيطر وبسهولة على روستوف المدينة الروسية المهمة من دون إطلاق رصاصة واحدة، ثم تتحرك قوافل ميليشياته نحو العاصمة ذات الـ25 مليون نسمة، ثم فجأة يقرر توقيف الزحف على العاصمة حقناً للدماء، ثم كيف لميليشيات مرتزقة لا يتجاوز عددها 25 ألفاً أن تهدد جيشاً روسياً نووياً قوامه 4 ملايين جندي، ليترك المحللين السياسيين، عرباً وعجماً، في «حيص بيص» من التحليلات والتفسيرات، والقائد «الفاغنري» ينام ملء جفونه عن شواردها ويسهر خلق الإعلاميين والسياسيين جراها ويختصم، و«فاغنر» السوداني حميدتي ليس ببعيد عنه، فلا يعلم أحد يقيناً من يدعمه مالياً ولوجيستياً وعسكرياً واستخباراتياً وهو أصلاً بلا خلفية عسكرية منضبطة.

كلاهما، بريغوجين وحميدتي وبمرتزقاتهما، وأياً كانت نواياهما ومهما كانت درجة وطنيتهما، جعلا دولتيهما تبدوان هزيلتين مفككتين، فالقائد «الفاغنري» بريغوجين مرغ كرامة بلاده «النووية» في التراب، وأهان زعيم وطنه الروسي بوتين الذي تحول بسبب «فاغنر» من زعيم قوي غامض غموض نظرات عينيه إلى نمر من ورق، تنخر دولته العظمى ميليشيات مرتزقة وتهب للفزعة معه ميليشيات شيشانية كأنه في تشاد، ولا يغرنك من يقول إن في الأمر حبكة من الداهية بوتين، فالمشهد برمته مخجل وعار مهما أوغل الناس في التفسيرات والتحليلات، وقل الشيء ذاته عن «فاغنر» السوداني حميدتي، فهو الذي يمارس مع سبق الإصرار والترصد إهانة وطنه السودان من خلال مصادمته وتمرده على الدولة بهيبتها وجيشها وأمنها وكل مؤسساتها.

أما بوتين فأول مسمار في نعش حياته السياسية كان هناك على أبواب كييف الأوكرانية حين فشل في احتلالها، وبريغوجين «الفاغنري» وضع مسماراً ضخماً في النعش ذاته، والمسامير مثل حبات السبحة إذا فلتت حبة كرت بقية السبحة.

 

omantoday

GMT 19:41 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

مجالس المستقبل (1)

GMT 19:20 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

البحث عن مقبرة المهندس إيمحوتب

GMT 15:41 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

موسم انتخابى كثيف!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«فاغنر» السوداني وحميدتي الروسي «فاغنر» السوداني وحميدتي الروسي



بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 22:33 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
 عمان اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 19:30 2020 الخميس ,28 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab