إسبال وإسبال

إسبال... وإسبال!

إسبال... وإسبال!

 عمان اليوم -

إسبال وإسبال

بقلم:تركي الدخيل

ما زلتُ أقول بتفردِ بيتِ الصِّمَّةِ بن عبد الله الشقيري، حين قال:

بَكَتْ عَيْنِي اليسرى فلمَّا «زجرتُها»

عن الجهلِ بعد الحلمِ أسبلتَا معَا

وقد توقَّفتُ بفضلِ اللهِ في البيت على معنى في غايةِ اللطف.

فإنَّ الشاعرَ اختار في البيتِ السابق، الإفادة بأنَّ لُبَّ الموضوعِ في البيتِ، بخاصةٍ وقفُ بكاءِ عينِه اليسرى التي حدَّثنا عن بكائِها، بالفعلِ الماضي (بكت) لكنَّه في باقي البيت أكَّد أنَّ «بكت»، باعتبارها ماضياً، لا تفيد أنَّها بكت، وتوقَّفت عن البكاءِ بالضرورة، وبمَا في باقي البيتِ من معنى تبيَّن استمرارُ بكاءِ عينه اليسرى، وانضمامُ عينِه اليمنى إلى مثيلتِها في البكاء، لكنَّ ارتفاعاً تحقَّقَ في كميةِ الهطول، وهو ما عبَّر عنه الشاعرُ بقوله: أسبلتَا (أي أسبلتِ العينُ اليسرى وأسبلتِ العينُ اليمنى)، فاليمنَى واليسرى، لأنَّهما مثنى، أسبلتَا معَا.

وإسبالُ العينين معاً لم يفتحْ للشَّاعرِ مجالاً للاعتراض ولا للعتاب، ولا لتبنّي أيّ موقفٍ مخالفٍ لمَا ذهبتْ إليه العينان عملياً، من البكاءِ معاً بدموعٍ سخية، من معينٍ نقيٍّ خلافاً لما يحدثُ في الحالاتِ العامةِ، حيث يجلبُ سَحُّ السائلِ نهاياتٍ تتميَّزُ بالكدرِ وعدمِ الصَّفاء، وكأنَّها نهايةُ حثالاتِ دلَّةِ قهوةٍ أُشبعت بالزَّعفرانِ والهيلِ وحبوبِ القهوةِ القاسية الممتلئةِ المكتحلةِ بسوادِها في جسدِها كلّه، لا في موطنِ المحل في العينِ فقط!

غَضِبَ الحبيبُ فهاجَ لي استعبارُ

واللهُ لي ممَّا أحاذرُ جارُ؟

منْ ذا يعيرُك عينَه تبكي بهَا

أرأيتَ عيناً للبكاءِ تُعَارُ؟!

وحبَّبني في العباسِ بنِ الأحنف نزوعُ معاني جلّ شعرِه باتجاه الحكمةِ والمثلِ والتجاربِ العميقة، وتصديرِ الإنسانية المشبعة، في قوالبِ أبياتٍ عذبة السَّكب، معذبة المعنى، سلسةِ الكلمات، وبين العذوبة والعذاب والسَّلاسة، تنتقل الأفكار، والأشاطر وتضاعف التجارب والأعمار.

و«مَنْ لم يمتْ بالسيف ماتَ بغيره

تعدَّدتِ الأسبابُ والموتُ واحدُ».

omantoday

GMT 10:48 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 10:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 10:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 10:45 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 10:44 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 10:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 10:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 10:41 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إسبال وإسبال إسبال وإسبال



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 09:39 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 عمان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:45 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 عمان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 18:33 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

المستشار الألماني يحذر الصين من توريد أسلحة إلى روسيا
 عمان اليوم - المستشار الألماني يحذر الصين من توريد أسلحة إلى روسيا

GMT 10:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 عمان اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 18:47 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
 عمان اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 عمان اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 18:46 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 15:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 00:00 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

يجعلك هذا اليوم أكثر قدرة على إتخاذ قرارات مادية مناسبة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab