بقلم : خميس بن عبيد القطيطي
الأزمات والظروف التي تمر على الأوطان والشعوب واردة في مختلف العصور، ولكن يتصدر الموقف رجال الوطن المخلصون، وهو ما يبرز اليوم من خلال ضخ جرعات الدعم والمساندة التي تثبت معادن هؤلاء الرجال وتبرز قيم الوطن والمواطنة الحقيقية لدى رجال الوطن الكرام، والتجارب كانت خير شاهد على هذه المواقف العظيمة .
اليوم سجلت عمان موقفا وطنيا مشرفا لثلة من رجال المال المخلصين الذين أدركوا بحاستهم الوطنية هذه اللحظة التاريخية المهمة للتعبير عن مواقفهم المشرفة تجاه الوطن من خلال المبادرة الكريمة لرفد الصندوق الصحي، وهو بلا شك يمثل دعما للموقف الوطني حيال ما يمر به الوطن من مشهد يتطلب هبة وطنية تضامنية شاملة مختلف أبنائه وبتنوع مستوياتهم، وفي مقدمتهم رجال المال الذين عبروا عن ذاتهم وما زالوا يعبرون عن مواقفهم المشرفة .
بدأ رجال عمان اليوم بالتفاعل مع قرار اللجنة العليا لمكافحة فيروس كورونا (كوفيد١٩) الذي قضى بفتح حساب مالي تحت إشراف وزارة الصحة الموقرة، ولا شك أن اللجنة العليا قد اتخذت آلية جيدة في تشجيع هذه الفئة من رجال الوطن المساهمين في دعم ومؤازرة الوطن في مختلف الظروف والأوقات وليس غريبا على هؤلاء الرجال تلك الهبة الوطنية، كما أن هذه الآلية ينبغي أن تستمر بشكل أكثر فاعلية لشحذ همم هذه الفئة من أبناء المجتمع أصحاب رأس المال، فالبلد بحاجة للجميع في مثل هذه الظروف، وهنا تظهر حقيقة الشعوب ومعادن الرجال، وما زالت الرسالة قائمة لم تكتمل بانتظار بقية أبناء الوطن المخلصين .
اليوم ومن هذا المنبر الوطني نناشد جميع رجال المال وباقي أبناء الوطن الأوفياء، ومن أجل عمان آن الأوان لنقف صفا واحدا لمساندة عماننا العزيزة في هذه الظروف الراهنة، وهو واجب وطني يمليه علينا المبدأ والأخلاق والضمير .
أبناء عمان الأوفياء اليوم يوم الوطن، وموقفكم المشرف مطلوب في هذه المرحلة الراهنة، ونحن أبناء عمان لسنا في معزل عن القيام بواجبنا الوطني تجاه عمان والمبادرة بالمساهمة كل قدر إمكاناته، وعمان ـ لله الحمد ـ في خير ونعمة وفضل عظيم، لكن الأوطان دائما تعول على أبنائها المخلصين، وهو بلا شك يكرس موقفا وطنيا قائما على المبدأ الأخلاقي، وهو مبدأ وطني ينبغي أن نبني عليه للمستقبل كشعب وقف دائما وأبدا في خندق الوطن وزاد عنه بالمال والنفس والدم، وفي ظل هذا الموقف ينبغي أن نتنادى عليه كأبناء لهذا الوطن العزيز، وننتظر أن تعود ثماره وخيره علينا وعلى أبنائنا وعلى أجيالنا العمانية القادمة، وفي ظل هذه الروح الوطنية الوثابة علينا أن نمتلك النزعة المشرفة لنؤثر الوطن دائما، ومساهمة أبناء الوطن ستعود عليهم بالنفع والخير بإذن الله، وما يقدمه المواطن يحتسبه في سبيل دفع الضرر والبلاء عن النفس والمال والولد، وكذلك عن جميع أبناء الوطن. كما أن استمرار هذه المبادرات الكريمة وفي مختلف الظروف التي تمر على الوطن اليوم وفي المستقبل سوف نجد عمان ـ بعون الله ـ في أزهى حللها البهية، تبرز فيها قيم التعاون والتكاتف القائم على المنهج الإسلامي الحنيف، وبلا شك أن هذه المبادرة الوطنية سوف تسهم مستقبلا في منح الوطن نافذة مهمة من الدعم والمساندة لتقف عمان شامخة في مختلف الظروف، ولا شك أن عمان جربت تلك الوقفة الوطنية من كافة أبنائها عندما حدثت الأنواء المناخية، وهي من الوقفات المشرفة التي سوف تتكرر ـ بإذن الله ـ في الضرورات المستقبلية، لا سيما وأن العالم ما زال يحاول الاستشفاء من أزمته المالية .
وأخيرا، نكرر الدعوة للمساهمة الوطنية التي عرف عنها أبناء عمان الأوفياء، وعلينا أن نقف في هذا الموقف المشرف لكل من يعيش على هذه الأرض الطيبة بالمساهمة في مختلف الظروف، وهنا أرفع مناشدتي لكل أبناء الوطن بالمساهمة المالية لرفد حساب وزارة الصحة الموقرة، والمساهمة الوطنية هنا تأتي في ظل ما تقدمه هذه الوزارة والحكومة العمانية وعلى رأسها جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ وهو قدوة أبناء هذا الوطن العزيز، فقد تفضل جلالته بتقديم تبرعه السامي الكريم لرفد هذا الحساب، كل ذلك في سبيل عمان وأبنائها الكرام، ونحن كمواطنين علينا بالمقابل أن نبرز موقفا وطنيا مشرفا كما عرف عن أبناء عمان الأوفياء في مختلف الظروف والأوقات، فالدول اليوم لن تقف إلا على أكتاف رجالها ونحن رجالها الذين سنذود عنها وعن تراب هذا الوطن الغالي، وكما قدم ويقدم لنا الوطن من خدمات جليلة لا تحصى، فواجبنا اليوم أن نفي الوطن حقه، ونقتنص هذه الفرصة التاريخية للتعبير عن أنفسنا كمواطنين ونحتسب ما نقدمه في سبيل الله والوطن لدفع الضرر عن أبنائنا وأهلنا وعن جميع أبناء عمان الكرام، فحفظكم الله يا أبناء عمان الأوفياء، ووفقكم لما فيه الخير والسداد، وحفظ الله عمان من كل مكروه، ورفع عنها وعن سائر بلاد المسلمين والخلق أجمعين هذا الوباء ورفع عنا البلاء، والله المستعان له الأمر من قبل ومن بعد، والحمد لله رب العالمين .
المقال من صحيفة الوطن