بقلم : سالم بن حمد الجهوري
جئت قبل ايام من الغيم الهطال والمزن المثقل بحبات البرد ، ملامسا السماء الصافية المرصعة بنجوم وكواكب ، من نسمات البرد المتمردة على معادلة المناخ في عز يوليو ، ومن الراسيات التي تتوسدها الباسقات وكأنها اكليل غار عليها ، ومن معادلة الطبيعة التي تفرض بردها وحرها علينا في الفصول الاربعة الى اللامعقول .
جئت من اعلى القمم في الجزيرة العربية ومن معلم لاتغفلة الجغرافيا ولاينساه التاريخ ومن صدع الصخور وقساوتها وانت تعرج الى القمة الى بساتين الورد والياسمين والعلعلان المنتشرة على هضابه وهي تزكم الانوف ، الى الوجوه التي تسكن وتبث فيك الطمأنية وترحب بكل زائر يصلها .. الى حيث الهدوء الذي يصمت معه كل الصجيج باستناء مايطير فوقه ..
هذا اقل ما يقال في الجبل الاخضر الذي يتسلل عشقه اليك كلما رحلت اليه وكلما تفحصت هذا الكنز السياحي الذي يمكن ان يكون من الروافد السياحية المهمة جدا .
هذا المكان السياحي بامتياز على مدار العام لاعتدال طقسه صيفا حيث الحرارة لاتتجاوز العشرينات صيفا وتلامس تحت الصفر شتاءا
حيث التنوع الواضح في فصولة .
يحتاج الى الالتفات اليه لتحويله الى كنز سياحي من الدرجة الاولى
واستثمار ما حباه الله من طبيعة خلابه ، الى استراتيجية متكالمة وشامله لتعزيز مكانته كوجهة لاتنافس تنفذ فيه على سنوات عبر الضخ المالي في مكوناتها او الاستعانه بمستثمرين دوليين .
استراتيجة تطور فية البنية الاساسيه وتنفذ مشروع الطريق البديل والمواقع التراثية والمزارات السياحية والخدمات الفندقية المتنوعه التي يتوالى افتتاحها والحدائق الترفيهيه والمجمعات التجارية والمطاعم والكافيهات في الاماكن المختارة التي تسحر الزوار ويبقى اثرها في الذاكرة والخدمات الترفيهية كالالعاب والبرامج والانشطة وتعزيز مسارات الاستكشافات الآمنة كما هو الان مسار الفراشات الصفراء وانشاء تلفريك الذي سيكون الاول من نوعه في المنطقة والرياضات المتنوعة ورحلات استكشاف الجبل .
هناك جانب اقتصادي آخر الى الجانب السياحي متمثل في انشاء المشاريع الزراعية كحدائق الزهور التي يمكن تصديرها للخارج في معظم اوقات العام وانتاج الزعفران والزيتون بكميات تجارية والفواكة كالرمان والخوخ والمشمش والكرز وغيرها من التي تزرع في مثل هذه المناخات ، اضافة الى الفواكة الاخرى التي يمكن التشجيع على تصديرها عبر تطوير استحداث المسطحات المستوية والمتوفرة والمدرجات .
مع ضمان توفير مصادر للمياه بشكل اكبر عبر انابيب لاعلى الجبل وانشاء السدود لمياة الامطار المتواصلة طال العام والابار الجوفية.
هناك عامل اقتصادي آخر في المعادن وهو الاستفادة من حجارة الجبل التي يمكن استثمارها في البناء كما هو الحال لبعض المنشآت الفندقيه التي اعتمدت عليها واعطت جماليه للمكان كونها من نفس البيئة والصخور ذات القيمة المالية او التي يستخرج منها بعض المعادن الثمينة .
وفي الجبل يمكن الاستثمار في القطاع الحيواني كتربية الماعز والخرفان وغيرها من الثروة الحيوانية التي تحقق عائدا من خلال بيئة تتغذى عليها من اشجار الجبل المتنوعة والمذهله كمورد اقتصادي مهم لابناء الجبل والمستثمرين .
اوجه اقتصادية واستثمارية وزراعية وحيوانية ومعدنية كلها يمكن تكون موردا يساهم في خزينة الدولة مع شركاء استراتيجيين مختارين بعناية .
نقلا عن جريدة عمان