بقلم : سالم بن حمد الجهوري
لا يعني تراجع الإصابات بجائحة كورونا أننا تجاوزنا الوباء وأصبح من الماضي، ولا تعني الأرقام التي انخفضت من ٢٠٠٠ إصابة يوميا إلى ٢٠٧ حتى يوم أمس، إن الدار أمان.
ولا يعني أن ارتفاع نسبة الشفاء من مجموع الإصابات التي تخطت الـ ١٠٠٠حالة يوميا لتبلغ ٧٦١٢٤ ألفا من اصل المجموع الكلي ٨١٧٨٧ ألف إصابة بنسبة٩٣.١ ٪- قد يعني انتهاء الوباء فعليا واصبح بعيدا عنا وغير موجود.
هناك مازال مؤشر خطير يحصد أرواح الأبرياء يوميا ويقدم أرقامًا عالية تتأرجح بين ١٠ إلى ٤ وفيات في اليوم وهي من مجموعة المرضى المنومين في الحالات الحرجة، وهذه هي الأهم من كل المؤشرات السابقة القابلة للإصابة والشفاء.
فرقم الوفيات حتى يوم أمس بلغ ٨ وفيات وهذا رقم كبير ومؤلم وقبله كان تسلسلا مؤلما وفاجعا..
وما زال هناك ١٧٢ حالة حرجة حتى يوم أمس بين الحياة والموت في العناية المركزة نسأل الله أن يلطف بهم ويعيدهم إلى أهلهم وذويهم الذين يعانون نفسيا من خطورة أوضاعهم الصحية.
كل هذه المؤشرات تعني شيئا واحدا هو أننا تخطينا الذروة فقط، ولم نتخط الوباء الذي انهك كل واحد منا، حتى بلغناها خلال نهاية يوليو الماضي، بعد أن قدمت أرقامًا كبيرةً مثلت قمة الذروة، لينحني المؤشر إلى الأسفل رويدا رويدا بعد أن كان مسطحًا أفقيا خلال الأشهر الثلاثة الماضية.. فبقينا رهن الإجراءات التي اتخذت طيلتها التي ضاقت الأرض بما رحبت، ومازلنا نعايشها يوميًا حتى تنفك عنا هذه الغمة.
الوضع الآن يتجه إلى الانحسار التدريجي وعلينا كأفراد الحذر كل الحذر بعدم التسليم أن الوضع خلال أسبوعين قادمين سينتهي لاعتبارات عدة أبرزها، إمكانية عودة الجائحة كموجة ثانية والتي تكون في العادة أكثر فتكًا بالأخضر واليابس، إذا سلمنا الآن أن الوباء تراجع وتناقصت إصاباته وتوقفها إلى غير رجعة، لأن هذا الشعور ليس صحيحًا، خاصة وأننا مقبلون على ٣ نقاط مهمة، هي عودة الطلبة إلى المدارس خلال الأشهر القادمة، واكتمال الموظفين في مواقع عملهم، وعودة اختلاط العائلات وفتح الأسواق والمجمعات التجارية وعودة جميع الأنشطة الاقتصادية.
هذه المرحلة التي تتراجع فيها بعض مؤشرات الأرقام بينما ما زالت مؤشرات الوفيات مقلقة وهو الأهم بينها؛ لأننا لا نعلم مصير الذين يعانون في الحالات الحرجة بعد..
المرحلة المقبلة التي يلقبها البعض بالخادعة، أو الهجمة المرتدة تتطلب التباعد والاستمرار في إجراءات الوقاية الفردية والحرص على الفحص الطبي في حالة الشك أو الشعور بالإعياء أو الأعراض.
الحذر من الانفتاح المتسرع والقيام بالزيارات ومخالطة الناس وضرورة الوقاية بعد ملامسة الأسطح وعدم قبول الدعوات وإن كانت عائلية، وحضور تجمعات المناسبات وغيرها من الوسائل التي يسببها انتقال العدوى المجاني؛ لأن «الهجمات المرتدة» التي سجلها كورونا في الولايات المتحدة والهند وروسيا وبريطانيا أكبر من التوقعات بعد أن أمنت شعوب هذه الدول من مغادرة الوباء لأراضيها بنفس هذا الشعور.
خلال الساعات الماضية ارتفعت الإصابات بين الطلبة في المدارس الأمريكية بسبب الاستعجال في العودة للدراسة.
مخطئ من يظن أن فيروس كورونا سيغادرنا بسهولة فمازال يحتاج إلى المزيد من الصبر والمكافحة وتكالب الجهود ضده والتعجيل بإيجاد العلاج الناجع الذي يبدو انه سيبدأ فعليا من روسيا منتصف هذا الشهر بالأطقم الطبية وكبار السن أولا، ثم المرضى والعامة.