الأردن وقميص عثمان

الأردن... وقميص عثمان

الأردن... وقميص عثمان

 عمان اليوم -

الأردن وقميص عثمان

بقلم - مشاري الذايدي

في 31 مايو (أيار) 2011، وفي خضمّ الربيع العربي، كان الأردن في مرمى النار الفوضوية، التي كان «الإخوان»، وحلفاء «الإخوان»، يجمعون حطبَها ويوقدون نارَها.

في ذلك التاريخ كتبتُ هنا: «في الأردن، الإخوان المسلمون هم اللاعب الرئيسي في المعارضة السياسية، وهم القادرون على إثارة الشارع وإتعاب النظام، و(إخوان الأردن) من أشد نسخ (الإخوان) تطرفاً».

كان الخوف قبل الربيع العربي أكثر من بزوغ «الهلال الشيعي» على الديار العربية، هلالٌ ببيرق إيراني، وهذا الوصف، أقصد «الهلال الشيعي»، صاحبه هو ملك الأردن نفسه، عبد الله الثاني.

في ديسمبر (كانون الأول) 2004 أطلق الملك عبد الله الثاني تحذيره الشهير من بزوغ الهلال الشيعي الإيراني في المنطقة من خلال السيطرة الإيرانية على العراق وسوريا ولبنان، حينها وقع تحذيره مثل الصاعقة على الجميع. فقد كشف عاهل الأردن الذي يقع بلده في عين العاصفة، المستور مبكراً، وأثبتت الأيام التالية صحة كلامه وتحذيره. وقتها حاول ملك الأردن التخفيف من أثر تصريحه، بعدما أغضب ذلك «محور المقاومة»، ومنهم نبيه برّي الذي تمازح كعادته، وقال إنَّ الهلال الشيعي لن يكتمل دون البدر السنّي... كلام للتخدير ولتسلية ما قبل النوم.

منذ بعض الوقت، وأمن الأردن عرضة للتخريب من طرف المعسكر نفسه، بحجج جديدة، وهي حرب غزّة، وكأنَّ الأردن هو المتسبّب فيها، وكأنه لم يقم بواجبه، وأكثر، في تقديم العون السياسي والإعلامي والإنساني والإغاثي لأهل غزّة، وهذا أقصى طاقة لهذا البلد المحدود الموارد والأدوار السياسية أيضاً.

يريد مشعل وبقية الحمساوية، ويريد مفتي «الإخوان» المعزول في ليبيا الغرياني، استباحة حدود الأردن، وشنّ «الجهاد» على إسرائيل. حسناً، بارك الله فيكم، لمَ لا تطلبون من حسن نصر الله، وراعيته إيران، الهجوم على إسرائيل، فوراً، وتسيير الجيوش العرمرمية إلى يافا وحيفا وتل أبيب، من طهران وشيراز، مروراً ببغداد ومعسكرات «الحشد»، ودمشق واللاذقية والجولان، والنبطية وصور والناقورة وصولاً إلى صفد والجليل ونهاريا؟!

أعلنت مديرية الأمن العام الأردني في بيان صحافي، صباح الأحد الماضي، أن «قوة أمنية ألقت القبض على عدد من مثيري الشغب في منطقة البقعة (مخيم فلسطيني يسيطر عليه «الإخوان») إثر قيامهم بأعمال شغب وتخريب، وإشعال النيران، وإلقاء الحجارة على المركبات بالطريق العامة».

ونشرت مديرية الأمن العام في صفحتها على منصة «إكس» تسجيلين مدتهما 31 ثانية و34 ثانية، تضمّنا مشاهد شغب وإشعال نيران وإغلاق طرق، ومحاولات اعتداء على رجال الأمن من خلال رمي حجارة وزجاجات تجاههم.

الواقع أنَّ استباحة الأمن بل وحياة الآخرين بحجة قدسية «المقاومة» ليست سلوكاً جديداً.

نذكر سابقاً تصريحات المرشد السابق للإخوان في مصر، مهدي عاكف، التي كان يفتخر فيها بعلاقاته مع إيران الإسلامية، ويقدم دعمه المستمر لـ«حزب الله» في لبنان، وكيف أن عاكف و«إخوان الأردن» أبدوا تفهمهم التام لغزوة حزب الله على بيروت الغربية (مايو 2008) بدعوى حماية سلاح المقاومة.

الخلاصة، ما يفعله الهدَّامون في الأردن حالياً، بدعوى الحماس لـ«حماس» وغزة، بعضه القليل مدفوع بنية حسنة، ولكنه خطير، وأكثره مخطّط يرمي للبعيد، ومأساة غزة هي «قميص عثمان».

والخلاصة: إن «الإخوان» هم المستفيد «الأول» من اهتزاز شجرة الأنظمة الحاكمة، وهم من يلتقط الثمر المتساقط من هذه الشجرة المهتزة.

omantoday

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

هوامش قمة البحرين

GMT 08:30 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 08:29 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 08:28 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأردن وقميص عثمان الأردن وقميص عثمان



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 19:13 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 عمان اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 18:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 عمان اليوم - مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 09:01 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الاسد

GMT 21:16 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab