بقلم:مشاري الذايدي
نُفّذ حكم بإعدام 3 دواعش في السعودية بعد قتلهم رجلَ أمنٍ ثم حرق جثمانه بالديزل، وتسجيلهم جريمتهم هذه لتصيرَ ضمن دعايات داعش، والأقبح من ذلك حضورهم لحفلة عرس بُعيد كل هذا.
التنفيذ جاءَ آخر خطوة بعد استيفاء كل الخطوات القضائية. لكن كما هو متوقع علَّق المتعاطفون مع هذه الجماعات ممن يقيم في أميركا - تخيّل - بدعوى أنَّ هؤلاء الدواعش مجرد نشطاء!
قبل الدواعش تمّ بالطريقة نفسها تنفيذ حكم قضائي ضد عنصرين من البحرين، يتبعان جماعات إيران وسليماني، ولاقى الأمر التعليقات نفسها من المتعاطفين مع خلايا سليماني، حتى ولو مات الأخير فإنَّ أصابع خلاياه ما زالت تلعب.
آخر هذا الشهر تقترب الذكرى الأولى لإعلان الولايات المتحدة قتلَها زعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري، بضربة جوية في العاصمة الأفغانية كابل في نهاية يوليو (تموز) 2022.
هذا حصاد الأيام الأخيرة فقط، ومواعيد تاريخية مهمة، تتعلَّق كلها بعالم القاعدة وفكرها وجمهورها وقضاياها التي تعيد إنتاج نفسها بألوان تضاف للألوان القديمة.
انطلق «مشروع القاعدة العالمي» في فبراير (شباط) 1998 بتأسيس «الجبهة الإسلامية العالمية لقتال اليهود والصليبيين»، وضمّ، إضافة إلى «القاعدة»، «جماعة الجهاد» المصرية، وجماعات أخرى. لم تمر سوى شهور، حتى باشر هذا التحالف ترجمة خطته لاستهداف الأميركيين، بدءاً بتفجير سفارتي أميركا في نيروبي ودار السلام في أغسطس (آب) 1998، قبل أن تكرّ المسبحة بتفجير المدمّرة «يو إس إس كول» أمام سواحل اليمن عام 2000، وصولاً إلى هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 في نيويورك وواشنطن.
سجون مصر والمغرب والسعودية، وتقريباً: كل الدول العربية والغربية والشرقية يوجد بها الآن سجناء يقضون مدة حكمهم القضائي، على حساب تنظيمات القاعدة وداعش وحزب الله والحوثي وخلايا الأشتر... الخ.
ثمة هاربون في الخارج، وهناك من نُفّذ به حكمُ الإعدام وهناك من ينتظر، آلاف مؤلفة، خلفهم أضعاف أضعافهم من المتعاطفين والمناصرين والممولين، كانوا وما زالوا لليوم.
هناك دول ومنظمات وأحزاب وتيارات تستثمر في هذه الجماعات، وما زالت، وهناك من يستخدمهم عن بعد.
الغرض من هذه الإضاءة على عوالم هذه الجماعات، حاجة ضرورية وليست ترفاً. بالمناسبة قبل أيام أضيف إلى منصات الفرجة المدفوعة، مثل نتفليكس، أفلام ومسلسلات تتناول مرحلة الحرب العالمية الثانية التي انتهت منذ أزيد من 70 عاماً، وما زالت أعمال أخرى قيد التحضير... ولم يقل أحد لماذا تتحدَّثون عن مرحلة انتهت منذ 70 عاماً؟
ويأتي من يقول لك... خلاص انتهينا من القاعدة وداعش والسرورية والإخوان وحزب الله والحوثي!