بغية الآمل من كلام «كامل»

بغية الآمل من كلام «كامل»

بغية الآمل من كلام «كامل»

 عمان اليوم -

بغية الآمل من كلام «كامل»

بقلم:مشاري الذايدي

باختصار أريد تسليط الضوء هنا على علّة من علل العقول اليوم، علّة سببها تفشّي بخار الحمق ورذاذ الجهل وضباب الخِفّة، بسبب تداول القوم للقول السريع والشنيع من دون أناة أو إعمالٍ للعقل.


على حسابك في «واتساب»، مثلاً، تُقصف بعشرات المحتويات المعطوبة والمعلومات المزيّفة، ويتمّ إعادة تدوير هذه العملات الزائفة من المعلومات، وتصبح مهمّة تصحيح وتصويب هذه الأضاليل من أشقّ المهامّ.

هذا مثال حديث تناوله بالنقد الكاتب والباحث السعودي المتقن كامل الخطّي عن منشور تفشَّى مؤخراً، وخلاصته أنَّ أميركا تدعم الحوثي في اليمن، نكاية بأهل السنة الشوافع، وأنَّ محاربة تنظيم القاعدة في اليمن تأتي في هذا السياق.

هذا المنشور يدّعي صاحبه اليمني المقيم بأميركا، عبر منصته «الرخيصة» الميزانية كما يشير كامل، أنه استقى كلامه من مقالة نشرت في مجلة «فورين بوليسي» الأميركية الشهيرة، كتبها جنرال أميركي سابق.

المعلّقون على المنشور طالبوا هذا المدّعي بوضع رابط المقالة من المجلّة الأميركية، فأدبر واستشغشى ثياب التجاهل.

كامل الخطّي قرّر أن يقوم بتمحيص سريع للدعوى، واكتشف أنَّ آخر مقال نُشِرَ عن اليمن في الـ«فورين بوليسي» كان بتاريخ 3 فبراير (شباط) 2022 لكاتبته كيت كايزر، وهي معادية للسعودية، ومع ذلك فقد أرجعت سبب استفحال الحروب والفتن في اليمن إلى عجز النخب اليمنية عن بناء الدولة عبر عقود من الزمن. وهذه خلاصة لا تسرّ الحوثي ولا خصوم الحوثي من كل النخب اليمنية طبعاً!

ومع زيف هذا المنشور الذي غرضه تبييض سمعة القاعدة واستثارة النعرة الطائفية، وعدم وجود المقالة المزعومة بالـ«فورين بوليسي»، لكن ناشر المقال في منصة «أخبار العرب» - كما لاحظ كامل - أصاب بعض النجاح في مسعاه؛ فأحد الذين أعادوا نشر المادة، كاتب سعودي، يقول إنه متخصص في القضايا الاستراتيجية!

هذا الكاتب الاستراتيجي لاحظ عليه كامل أنه كتب في تعليق له كلمة: «بظاعتهم» بدل «بضاعتهم». ولك أن تقيس العمق الاستراتيجي من هذه الغلطة الإملائية البدائية.

العالم والأديب العربي القديم الفراهيدي له مقولة عن صنف من الناس لا خير فيه، وهو: «رجل لا يعلم، ولا يعلم أنه لا يعلم، ذلك أحمق فارفضوه».

وعليه فإنَّ: «ناشر المادة الأساسي يعلم أن هذا النوع من الناس؛ النوع الذي لا يعلم ولا يعلم أنه لا يعلم، أي الأحمق المتعالم، قد تكاثر بسبب وسائل التواصل الاجتماعي».

وبعد، فكاتب هذه السطور انتقد مراراً السياسات الأميركية والغربية في حرب اليمن، والكيد السياسي البريطاني فيها بوجه خاص، لكن هذا بحث آخر.

أخيراً، أزيد على خلاصة كامل، أنه لو تمّ اعتماد منصّة إعلامية تستوعب مثل مقالات كامل، وبعض الباحثين المعتبرين؛ لكتابة تحقيقات وتفنيدات «دائمة» لمثل هذه الأوهام الرقمية، ومن هؤلاء الباحثين الكاتب السعودي مازن الغيث. ولنا عودة مقبلة له.

 

omantoday

GMT 19:41 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

مجالس المستقبل (1)

GMT 19:20 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

البحث عن مقبرة المهندس إيمحوتب

GMT 15:41 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

موسم انتخابى كثيف!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بغية الآمل من كلام «كامل» بغية الآمل من كلام «كامل»



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - عمان اليوم

GMT 19:13 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 عمان اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 18:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 عمان اليوم - مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 09:01 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 أكتوبر / تشرين الأول لبرج الاسد

GMT 21:16 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab