بقلم:مشاري الذايدي
أمين عام «حزب الله» اللبناني الحالي حسن نصر الله هو أكثر من تولّى قيادة الحزب استمرارية في قيادة حزبه التابع لمنظومة نظرية ولاية الفقيه.
الرجل صاحب الـ64 عاماً يقود دفّة الحزب منذ 1992 إلى اليوم، فهو يطوي ثلاثة عقود من الزمن ويدخل في الرابع، أي أنه أقدم في موقعه «الرئاسي» من كل رؤساء الدول العربية وربما الإسلامية، لا يسبقه في القِدَم إلا السيد علي خامنئي مرشد إيران وقائد منظومة ولاية الفقيه منذ 1989 فهو سابقٌ لمريده، ببضع سنوات قليلات.
عاصرنا نصر الله وشاهدنا خطبه الفائرة، وغزواته داخل وخارج لبنان، وتابعناه عشرات المرّات يؤبن بعض صرعى الحزب من القيادات الكبيرة، مذ كان شعره أسود اللون، وحيويته تنبض بثورة الشباب، حتى اليوم وقد وخط الشيبُ عوارضه ومفارقه.لا ريب أنه شكّل قوة جذب جماهيرية للدعاية الإيرانية، على مدى هذه العقود، بلغت ذروتها أثناء حرب 2006 التي وصفها نصر الله وأتباعه بالنصر الإلهي، وشاهدنا بعض رموز الحركات الإخوانية بل والسرورية، ناهيك عن بعض «مثقفي» ونشطاء محور المقاومة، من بقايا الناصريين واليساريين، يتهافتون للحج إلى نصر الله في الضاحية والتقاط الصور معه، قبل أن يقرّر أو تقرّر له قيادة «فيلق القدس»، الاختباء في السرداب، في شبه غيبة، والاكتفاء بالظهور التلفزيوني عن بعد، ولقاءات مباشرة نادرة مع «الأهل والعشيرة» الحزبية.
قبل أيام بُثّت أخبارٌ عن تحذير إيراني لنصر الله، من عزم إسرائيلي على اغتياله شخصياً، والواقع أن هذه الاغتيالات، المنسوبة لإسرائيل، وبعضها ثابت النسبة وبعضها محل جدال، ليست جديدة فمثلاً:
اغتيال أمين عام «حزب الله» عباس الموسوي في 16 فبراير (شباط) 1992 بالنبطية جنوب لبنان.
اغتيال القائد العسكري والأمني عماد مغنية في 12 فبراير 2008، في كفرسوسة، سوريا.
اغتيال خليفة مغنية، مصطفى بدر الدين في 13 مايو (أيار) 2016، في دمشق، سوريا.
تقرير صحيفة «يديعوت أحرونوت» قال إن مبعوثاً إيرانياً وصل إلى بيروت فور اغتيال قائد وحدة «ناصر» التابعة لـ«حزب الله» في جنوب لبنان، طالب سامي عبد الله، والتقى مقربين من حسن نصر الله في غرفة مغلقة لإبلاغهم بقلق إيران من أن إسرائيل تستهدف نصر الله نفسه.
رئيس «الموساد» السابق يوسي كوهين قال للصحيفة الإسرائيلية: «نحن نعرف الموقع الدقيق للأمين العام للتنظيم الإرهابي، ويمكننا القضاء عليه في أي لحظة». وأضاف: «إذا تم اتخاذ قرار بتصفية الحسابات مع نصر الله، يمكن لإسرائيل أن تفعل ذلك في أي وقت».
قد يُقال إن هذا الكلام من باب الحرب النفسية الإسرائيلية، لكن الواقع يقول إن اليد الإسرائيلية الضاربة طالما وصلت إلى عمق إيران وقطفت رؤوساً كبيرة في لبنان وسوريا وإيران وكل مكان.
فلماذا «القرار السياسي» لم يُتخذ بعدُ في إسرائيل حِيال هذا الأمر؟!