بقلم:مشاري الذايدي
«واشنطن لا تريد أن تظهر وحيدة في مواجهة الخطر الحوثي»، هذه خلاصة قالها مسؤولون أميركيون في تصريحات لـ«العربية/الحدث».
قالوا ذلك بعد تواتر الهجمات الحوثية المُدارة من الحرس الثوري بكل أنواع الإدارة على الملاحة الدولية في جنوب البحر الأحمر، عند مضيق باب المندب وقبالة السواحل اليمنية.
يسأل العقلاء بل الناس الأسوياء: أين «الأرمادا» البحرية الأميركية العظمى من مواجهة «ميليشيات» حوثية تهدّد الممرات البحرية الدولية التي تغذّي التجارة الدولية وحركة الملاحة بشكل عام!؟ هل إدارة بايدن مندهشة وأُخذت على حين غِرّة من تصرفات الجماعة الحوثية!؟
إدارة بايدن منذ الأسبوع الأول سارعت إلى رفع الميليشيا الحوثية عن قائمة الإرهاب، وعدّت أن التحدث إليهم والوصول إلى وقف لإطلاق النار سيكون مدخلاً جيداً للوصول إلى اتفاق سلام يمني شامل.
يذكر تقرير الزميل بيير غانم المنشور في «العربية نت» أن إدارة بايدن شعرت بالخيبة بعد حين من رفعها الحوثي من قائمة الإرهاب رغم غضب الحكومة اليمنية وكثير من اليمنيين من ذلك، حينها، إضافة لغضب السعودية وبقية العرب المناهضين لمشاريع الخراب الإيرانية من هذه الخطوة الأميركية المستهترة.
بعد تلك الخطوة بقليل شعرت إدارة بايدن أن الحوثيين «يماطلون»، وهم غير مستعدين لتقديم تنازلات ضرورية للوصول إلى اتفاق شامل مع الحكومة الشرعية.
حسناً أين موضع الاندهاش من هذا السلوك!؟
يشتغل الحوثي اليوم بتوجيه الحرس الثوري لضرب الملاحة الدولية في البحر الأحمر، بحجة مناصرة فلسطين، يعيد الأميركيون من إدارة بايدن ومن يتعاطف معها أو ينظّر لها، بوجوب صناعة موقف دولي ضد الخطر الحوثي... هل يُعقل هذا الارتجال أو السطحية والانفعالية اللحظية في هذه السياسات!؟
مدير مركز أمن الشرق الأوسط في مؤسسة الأمن الجديد لأميركا قال لـ«العربية/الحدث» إن «الهدف هو القول إن الأمن البحري في البحر الأحمر وباب المندب ومضيق هرمز مهم جداً للعالم أجمع». بل ثمة من طالب صراحة بإعادة تصنيف الحوثي إرهابياً من جديد، كما قال مساعد وزير الخارجية السابق للشؤون العسكرية والسياسية كلارك كوبر إن «هناك خطوات يمكن اتخاذها لمنع العمليات الإرهابية مثل فرض العقوبات».
ما هو الجديد في هذه السياسات الأميركية، عما كان يطالب به ويعمل له العرب بقيادة السعودية لإفشال المشروع الإيراني في اليمن عبر آلته الحوثية!؟
ألم يكن اليمنيون والسعوديون وبقية العرب يقولون إن مناهضة تهديد التجارة البحرية وحركة النقل البحرية العالمية كلها ليس مصلحة سعودية أو يمنية أو عربية خاصة، بل هو شأن يتعلَّق بالعالم كله، بالنظر إلى أنَّ حركة التجارة العالمية لا يمكن لها الاستغناء عن الممرات البحرية في المياه اليمنية من كل الاتجاهات!؟
ما هو الجديد الذي اكتشفه الأوباميون والبايدنيون في ذلك!؟ أم لأن الأمر صار يتعلق بإسرائيل فقط هذه المرة، ولم يعد مجرد «عركة محلية» بين العرب والفرس!؟