بقلم :سمير بن خميس السعدي
عمان تتطور وتتقدم وتواكب متغيرات العصر وتحدث من امكانياتها الاقتصادية ومقوماتها من خلال البحث عن مصادر للدخل والايراد غير النفطي وتنميتها، دون مساس او تبدل في الثوابت فهي لا تساير الركب التقدمي في كل ما يقدمه الإنتاج العالمي والتنقية الحديثة ، بل تأخذ بالسمين وتترك الغث من ملوثات العقل والفكر والبيئة والصحة ، وهذا نهج بدا سيره مع اشراقة النهضة ويحرص عليه الفكر المتوقد لجلالة السلطان هيثم المعظم- حفظه الله-
فمع انطلاقة نهضة عمان وتولي جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور -طيب الله ثراه - كان ان اطلق وعده الأول للشعب العماني عندما قال (سأعمل بأسرع ما يمكن لجعلكم تعيشون سعداء لمستقبل أفضل وعلى كل واحد منكم المساعدة في هذا الواجب..) ، ليترجم هذا الخطاب بإنجازات نهضة شاملة امتدت لخمسون عاما ، شهدت فيها عمان والعمانيون تحولا سريعا إيجابيا في كل نوافذ ومجالات الحياة الاجتماعية والتنموية والاقتصادية والسياسية والعلمية ، وصولا الى بناء دولة عصرية كريمة ينعم سكانها بالرفاه والأمن والاطمئنان ، وفــي هذه الأيام والشهور المشرقة التي مرت من تولي جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله - مقاليد الحكم في البلاد وبابتهاج وفرح وفخر من المواطنين، تتكرر ذات إرادة وعزم واصرار بناة عمان وحامو نهضتها في خطاب جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله- والذي حمل على عاتقه تلك الأمانة وصرح عن عزمه في الحفاظ على مكتسبات الوطن ومنجزاته والانطلاق بالنهضة الى رؤية تنموية بشرية اقتصادية تعزز من مكانتها وتحرص على تطويرها وتنميتها حيث ذكر جلالته في خطابه الثاني بتاريخ (.. وأننا ماضون بعون الله على طريق البناء والتنمية، نواصل مسبرة النهضة المباركة، كما أراد لها السلطان الراحل رحمه الله مستشعرين حجم الأمانة وعظمتها ..) كما أضاف جلالته حفظه الله - ( اننا نقف اليوم ، بإرادة صلبة ، وعزيمة لا تلين على أعتاب مرحلة مهمة من مراحل التنمية والبناء مرحلة شاركتم في رسم تطلعاتها في الرؤية المستقبلية 2040 ..) ، وهو ما يؤكد استمرار مسيرة النهضة العمانية الشاملة على نهج مدروس بذات الثوابت الراسخة غايتها الأولى الانسان العماني الذي بقي هدف التنمية وغاياتها ، هــو ذات النظرة السامية الحكيمة التي تجعل من عمان أولا في كل شيء ، وفي كل ما هــو يصب في الصالح العام والمصلحة العامة الأولى في الرعاية والاهتمام ، ونستطيع ان نستنتج من ان جلالة السلطان المعظم وهو يسعى جاهدا مثابرا لنعيم هذه الأرض الطيبة ومواطنوها يضع من رؤية عمان 2040 احد المنطلقات المهمة والرئيسية في تحقيق التنمية الشاملة ، فقد كان جلالته – حفظه الله – قد ترأس اللجنة الرئيسية للرؤية 2040 ، بمباركة وثقة سامية من جلالة السلطان الراحل لم يكن ذلك الاختيار مجرد تشريف او تكليف غير مدروس بل للأسباب تعلمونها جميعا وأصبحت واضحة لا تبتعد عن تلك الصفات والقدرات التي توسمت في جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم والثقة السامية على قدرته في قيادة البلاد الى نماء وازدهار واستقرار وفي ذلك المؤتمر الذي عقد لرؤية عمان 2040 بتاريخ 27 يناير 2019 قال جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم في كلمته التي ألقاها (( .. لقد حرصنا على أن يكون المجتمع بمختلف شرائحه وفي كافة محافظات السلطنة ، حاضرا ومساهما في اعداد مشروع الرؤية وشريكا أساسيا وأصيلا في صياغة أولوياته وتطلعاته ..)) كما أضاف جلالته -حفظه الله -( .. تم تحديد التوجهات الاستراتيجية وفق أهداف أولية تضمنت التعليم والبحث العلمي ، وتمكين القدرات الوطنية ،وتحقيق رفاه مستدام عماده الرعاية الصحية الرائدة ، وإدارة اقتصادية تدعم التنويع الاقتصادي ...) ، وعليه فهنا ذا الربط بين الأحداث قصد منه من السلطنة تمضي بخطــى ثابتة في تحقيق الأهداف والرؤى والاولويات التي تضمنتها الرؤية المستقبلية ويتضح ذلك بجلاء في خطاب جلالته بتاريخ 23 فبرير 2020 حيث أكد فيه جلالته -حفظه الله -على العزم لاتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادة هيكلة الجهاز الإداري للدولة وتحديث منظومة التشريعات والقوانين وحوكمة الأداء والنزاهة بما ينسجم مع متطلبات الرؤية وأهدافها ، لذلك فأن إعادة هيكلة الجهاز الإداري للدولة أمرا لا محيد عنه لتحقيق متطلبات تلك الرؤية المستقبلية ، وتقليص الوحدات الحكومية للتركيز مباشرة على قطاع الخدمات العامة وتستهدف الأولويات الوطنية المضمنة بتلك الخطة او الرؤية ، والظفر بسوق عمل ذو قوى بشرية ذات مهارات وانتاجية عالية وثقافة عمل إيجابية ، وهو ما يستتبع في الأخير أداء وخدمات حكومية بجودة عالية وقرارات حكومية ذات توزان وموثوقية ، والبعد عن بث بذور الفساد بمختلف اطيافه واشكاله والتخلي عن اية محاباة ومحسوبية لا يكون عماد قرارها الكفاءة والأولوية والخبرة ، والسعي نحو إعطاء الفرصة للكادر الوطني المؤهل الكفء والتخلي عن عقدة الاستعانة بخبرات خارجية المرهقة ماديا ومعنويا ,, حفظ الله عمان وسلطانها المعظم وحقق لها ما ترنو اليه من خير ونماء للوطن والمواطن.