درس أم كلثوم فى مواجهة الزلزال

درس أم كلثوم فى مواجهة الزلزال

درس أم كلثوم فى مواجهة الزلزال

 عمان اليوم -

درس أم كلثوم فى مواجهة الزلزال

بقلم: طارق الشناوي

بعد مرور 32 يومًا فقط على زلزال مدينة (أغادير) بالمملكة المغربية، أقامت أم كلثوم في 31 مارس 1960 بدار سينما ريفولى بالقاهرة، حفلًا لصالح الضحايا الذين بلغ عددهم 15 ألف مغربى، ثلث عدد سكان المدينة المنكوبة، ونفس العدد من الإصابات.

الفنان والواجب الاجتماعى، تبدو بديهية، ولكن مع الأسف نادرًا ما يؤدى الفنان هذا الدور، يجب أن تتسع الرؤية ونحن بصدد زلزال آخر مدمر في (مراكش) المدينة التاريخية، تشير التقديرات إلى أكثر من 2000 ضحية وعدد أكبر الإصابات.

ما هو الموقف الذي علينا اتخاذه؟، ليس لدينا أم كلثوم، ولكن علينا أن نعى الدرس، أتمنى أن تصل هذه الكلمة إلى مطربينا الكبار، في كل العالم العربى، لإقامة حفلات في بلادهم تذهب حصيلتها لضحايا الزلزال، أتوجه لعمرو دياب ومحمد منير وأنغام وشيرين وتامر حسنى وأحمد سعد في مصر، وماجدة الرومى وراغب علامة ونانسى عجرم وعاصى الحلانى في لبنان، وكاظم الساهر العراق ومحمد عبده السعودية، وجورج وسوف وأصالة سوريا وسميرة سعيد المغرب ولطفى بوشناق ولطيفة تونس، وحسين الجسمى من الإمارات وغيرهم، كل من هؤلاء يقيم حفلًا في وطنه.

لا يكفى أن أقرأ على الصفحات الشخصية لهؤلاء المطربين وغيرهم، كلمات مؤازرة وحب ومواساة، يجب أن يتحول الحب النظرى إلى ممارسة عملية، أتصورها ستحقق حصيلة ضخمة بالأرقام، إلا أن المعنى قطعًا يتجاوز كل الأرقام.

الفنان ليس مجرد أغان أو أفلام ناجحة يقدمها في مشواره، ولكن مواقف أعلنها في حياته، وعندما ترتفع قامة أم كلثوم في عالمنا العربى، فهذا لا يعنى فقط تفرد الصوت، ولكن أشياء أخرى، دفعت العرب لكى يرددوا، المقولة الشائعة منذ الأربعينيات، (اختلف العرب في كل المواقف السياسية واتفقوا على أم كلثوم)، ظلال الجملة تعنى بالضبط ما أقول، وهو أن الإبداع الجميل ليس محل خلاف مهما تباينت المواقف السياسية، وهذا هو سر قوة وقدرة الإبداع، في لحظة يذيب أي خلاف، وهو ما عزز مكانة أم كلثوم في الوجدان العربى، حتى الآن.

ربما سيقول البعض إن على الفنان أن يبدأ أولا بوطنه، ولكن من قال إن ما يجرى في المغرب ليس هو الوطن؟، في المحنة يصبح كل بلد هو الوطن الذي يعيش فينا، فما بالكم بدولة عربية؟ العالم كله انتفض من أجلها، حتى الخلافات السياسية المعلنة بين الجزائر والمغرب على الصحراء المشتركة بينهما انتهت في لحظات، وقالت الجزائر إنها ستقدم كل المساعدات الممكنة للدولة الشقيقة.

أعلم أننا مع الزمن فقدنا تلك الروح في المشاركة الوجدانية على المستويين الوطنى والقومى، إلا أن الروح لا أتصورها قد شيعت إلى مثواها الأخير، مجرد أن يبدأ فنان ستجد وراءه عشرات يكملون المسيرة.

كان لدينا في الماضى برامج إذاعية مثل (حول الأسرة البيضاء) تقديم سامية صادق، الفكرة قائمة على أن سامية تتواصل مع المطربين مثل عبدالوهاب وعبدالحليم وشادية وصباح ووردة، والنجوم مثل فريد شوقى وأحمد رمزى وفاتن حمامة وغيرهم، ويأتى معها الفنان للمستشفى ويحاور ويغنى مع المرضى، وبين الحين والآخر أستعيد بعضا من تلك الحلقات من خلال الأرشيف.

مثلا ذهبت شادية إلى السودان لتقديم أكثر من أغنية وقدمت الأغنية التي صاغها ملحنها منير مراد بالسلم الخماسى السودانى المحبب لنا (يا حبيبى عد لى تانى).

تلقت شادية دعوة من طفلة قعيدة اسمها (نون) تتمنى أن تراها وهى غير قادرة على الذهاب للحفل، فقررت شادية أن تذهب لبيتها وغنت لها قبل الوداع (يا حبيبى عد لى تانى)، ووعدتها بمعاودة الزيارة.

إنه الواجب الاجتماعى يا سادة، هل يسمعنا أحد؟.

 

omantoday

GMT 19:41 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

مجالس المستقبل (1)

GMT 19:20 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

البحث عن مقبرة المهندس إيمحوتب

GMT 15:41 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

موسم انتخابى كثيف!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

درس أم كلثوم فى مواجهة الزلزال درس أم كلثوم فى مواجهة الزلزال



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 20:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F
 عمان اليوم - علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 14:38 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab