ليه خلتنى أحبك «يا مأمون»

ليه خلتنى أحبك «يا مأمون»

ليه خلتنى أحبك «يا مأمون»

 عمان اليوم -

ليه خلتنى أحبك «يا مأمون»

بقلم: طارق الشناوي

على (النت)، تنتشر تلك الحكاية الطريفة التي تروى كيف ولدت أغنية (ليه خلتنى أحبك)، الحكاية باختصار أن الشاعر مأمون الشناوى كان ساهرا في منزل الموسيقار كمال الطويل بالإسكندرية، وأراد الانصراف، ربما ليلحق بسهرة أخرى، فقال له الطويل: (ح تكمل السهرة هنا لأنى بحبك)، أجابه: (وأنا ذنبى إيه)، رد الطويل (ليه خلتنى أحبك يا مأمون).. وهنا أمسك بها مأمون الشناوى وقال للطويل: تصلح مطلع أغنية، وأكمل الكلمات (لا تلومنى ولا أعاتبك / فين تهرب من ذنبك / بدعيلك بأمانة /روح منك لله).

الأغنية سجلتها ليلى مراد داخل أحداث فيلم (الحبيب المجهول)، آخر إطلالة لها على شاشة السينما عام 1955.

هل كانت تلك هي البداية؟.. لم يذكر لى عمى الشاعر الغنائى الكبير مأمون الشناوى أن الأغنية ولدت على هذا النحو، حيث إنهم يضيفون للقصة حكاية أخرى لا تقل طرافة، وهى أن الطويل غادر الشقة وقفل الباب من الخارج حتى يجبر مأمون الشناوى على استكمال الكلمات.

ما أتذكره جيدا ورواه لى الأستاذ كمال وأنا أعد له مذكراته على مدى 18 ساعة، أنه بالفعل لجأ إلى تلك الحيلة في أغنية عبدالحليم (فى يوم من الأيام)، وأمضى مأمون يوما كاملا غير قادر على المغادرة، وحاول التواصل مع المارة من الدور التاسع، وباءت كل محاولاته بالفشل.

كثيرا ما أقرأ أشياء مماثلة، وهناك من يضع على لسان أم كلثوم الكثير من الوقائع الملفقة والكلمات الخارجة التي لا يمكن أن تنطق بها، ولكنهم يبحثون عن (التريند).

كانت إحدى المذيعات تريد أن أتحدث عن الأغنية، وذكرت لى تلك الواقعة، أكدتُ لها أنها مختلقة تماما، وهو أيضا ما أكده لى الموسيقار الصديق زياد الطويل، ووصفها بأنها من (حكايات المقاهى).. ورغم ذلك المذيعة مصرة على صدق روايتها، قلت لها إن الملابسات الحقيقية وراء الأغنية هي أن الإذاعة المصرية اعترضت من خلال لجنة النصوص على كلمتى (ذنبك) و(بدعيلك بأمانة).. ليلى مراد رفضت التغيير، بينما أبدى مأمون الشناوى موافقة وكمال الطويل أيضا تعامل بمرونة واستبدل كلمة (حبك) بـ (ذنبك)، وكلمة (بأمانة) صارت (آه يانا).

ليلى قالت لا يمكن أن أعيد التسجيل طالما أنا غير مقتنعة، ومع الأسف صادرت الإذاعة الأغنية بصوت ليلى، وسجلتها نجاة وحققت شهرة عريضة، بينما أغنية ليلى ظلت كما هي ضمن أحداث الفيلم، لم تحقق شهرة، لأن الفيلم له عمر افتراضى على شاشات السينما، لا يتجاوز بضعة أسابيع، بينما الأغنية تقدم على كل الموجات الإذاعية، وهكذا يعتقد كُثر أنها فقط أغنية نجاة.

بعد نحو ربع قرن، ظهر أحد العقلاء في ماسبيرو، وأعاد مجددًا الأغنية للبث، فعادت لها الحياة بصوت ليلى مراد.

الغريب في الأمر أن المذيعة قالت إن ذكر هذه الواقعة يعنى اتهامًا للإذاعة بسوء التقدير، وأن ضميرها المهنى لن يسمح بذلك، حتى بعد مرور نحو 68 سنة على الواقعة.. قلت لها: هناك مسؤول آخر في الإذاعة صحح الخطأ، علينا أن نشيد به، ثم إن تاريخنا الغنائى ملىء بقرارات مماثلة، مثلا عندما منع مصطفى باشا النحاس تداول أغنية فريد الأطرش (يا عوازل فلفلوا)، بحجة أنها مسفة وتحمل في طياتها الكيد، وبعد ثورة 52 عادت الأغنية، بينما منعت الإذاعة (أنشودة الفن) لعبدالوهاب في عهدى محمد نجيب وجمال عبدالناصر، لأن بها اسم الملك فاروق، وفى زمن السادات أعادها دون أدنى حساسية.

مؤكد المذيعة لن تأخذ برأيى، وسوف تقدم الواقعة الساخنة والمشعوطة التي تؤكد أن مأمون الشناوى كتبها بعد أن قال له كمال الطويل: (ليه خلتنى أحبك يا مأمون)!.

 

omantoday

GMT 19:41 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

مجالس المستقبل (1)

GMT 19:20 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

البحث عن مقبرة المهندس إيمحوتب

GMT 15:41 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

موسم انتخابى كثيف!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليه خلتنى أحبك «يا مأمون» ليه خلتنى أحبك «يا مأمون»



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 20:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F
 عمان اليوم - علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 14:38 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab