بقلم: طارق الشناوي
المسلسل الكوميدى (خالد نور وولده نور خالد)، بدأ قويا ولافتا خاصة أنه قد سبقه المسلسل الناجح (أشغال شاقة) بطولة هشام ماجد، والكل ترقب أن توأمه الفنى شيكو سيقدم قفزة لأعلى، ومعه فى نفس (الكادر) فنان يصعد بقوة إلى قلوب الناس هو كريم محمود عبد العزيز، إلا أن الواقع تضاءل كثيرا أمام التوقع، لم يستطع كاتبا المسلسل كريم سامى وأحمد عبد الوهاب، العثور على مناطق أخرى، عجز الخيال عن الارتفاع بمنسوب الضحك وتعثرا بسبب التكرار.
تلك قطعا مسؤولية المخرج محمد أمين، الذى كان عليه أن يدرك الخطورة من البداية، خاصة أن (أمين) شهدت بدايته قبل 25 عاما تفوقا فى (فيلم ثقافى)، وتبعها بفيلم (ليلة سقوط بغداد)، أكد الفيلمان أنه يتمتع بحس كوميدى، كمخرج وأيضا ككاتب، ومن المهم قطعا لمخرج الكوميديا أن يكون قادرا على الإحساس بمناطق الضحك فى العمل الفنى، وممارسته كتابة السيناريو تتيح له ذلك.
المسلسل الجديد يقدم لنا علاقة افتراضية مع الزمن، من خلال فشل تجربة فى المفاعل النووى، تؤدى إلى تداخل فى علاقة أب وابنه، الفارق الزمنى الرسمى بينهما لا يتجاوز عاما واحدا، بينما فى الحقيقة هما أب وابن، حيث يحتفظ شيكو الابن بصورة لوالده كريم محمود عبد العزيز. نقطة البدء قوية ومثيرة ولكن مع استمرار الحلقات بدأنا نستشعر تراجع معدلات الضحك لأن كاتبى المسلسل، كررا نفس (الإفيه) أكثر من مرة، وهنا يفقد المسلسل قدرته حتى على زرع ابتسامة.
مؤخرا تم الدفع فى الحلقات بشخصية درامية، جديدة حركت الأحداث وزادت من منسوب الضحك، ظهر دور (ميكا)، وهو ممثل جديد من الواضح أنه شارك فى رسم ملامح تلك الشخصية مع المخرج، مثلما فعل محمد سعد قبل أكثر من عشرين عاما فى شخصية (اللمبى)، داخل فيلم (الناظر) بطولة علاء ولى الدين، التقطها وقتها المخرج شريف عرفة ومنح مساحة درامية أكبر لتلك الشخصية، لم تكن فى السيناريو الأول، إلا أنه بعد أن استشعر الحس الكوميدى الذى تثيره هذه الشخصية، بطريقة محمد سعد، طبعا لم يستطع سعد التخلص مع الزمن من (اللمبى) وهذا مأزق آخر، ليس الآن مجال الكتابة عنه.
أتصور أن المخرج المخضرم محمد أمين فى المسلسل أجاد توظيف (ميكا) حتى الآن، حيث يؤدى دور ابن شقيق كريم محمود عبد العزيز، من أجل ضخ دماء جديدة لتحريك قطار الكوميديا الذى عانى قدرا من الثبات، الممثل الجديد اسمه السيد أسامة، استشعر أن المخرج منحه مساحة فى الحوار لكى يضيف بتلقائية مفردات تليق بشخصية (ميكا)، وغالبا ستجد (ميكا) بتلك المفردات، اللفظية والحركية، هدفا لعدد من الأعمال الكوميدية القادمة لاستثمارها.
الشخصية تستخدم مفردات نجدها بكثرة حاليا فى الشارع، تلقى بمعان متعددة يلتقطها أولاد البلد، تبدو ظاهريا بلا معنى، إلا أنها فى النهاية تشير بقدر من التركيز إلى معنى.
هل تكتمل حكاية (ميكا ) ويصبح هو طوق النجاة للمسلسل؟.
نكرر كثيرا تلك المقولة (الضحك من غير سبب قلة أدب)، هكذا توارثناها من جدودنا، ولم نسأل أنفسنا أليس الضحك فقط هدفا، والفارق شاسع بين الضحك والإسفاف، وميكا يحاول أن يمنح نفسا كوميديا جديدا لـ(خالد نور وولده نور خالد)!.