بقلم: طارق الشناوي
مساء الغد، نحو الثامنة بتوقيت مصر، تتوجه أنظار العالم إلى قاعة (لوميير) بمهرجان (كان)، حيث نتابع أشهر سجادة حمراء بين المهرجانات الكبرى.
الجمهور الفرنسى هل هو الأكثر شغفا؟.. بحكم الخبرة والمقارنة، أستطيع أن أقول لكم وأنا مطمئن إنه الأكثر عشقا لنجوم السينما، بينما الجمهور الألمانى مثلا فى مهرجان (برلين) هو الأكثر عشقا للسينما.
كل عام على الشاطئ أتابع الفنادق الكبرى وأشهرها (الماجستيك)، المقر الرسمى لإقامة النجوم، وهكذا تلمح مئات من المعجبين وهو ينتظرون، مجرد إطلالة هذا النجم أو تلك النجمة، مدينة (كان) لا تعرف النوم على مدى 14 يوما هى عمر المهرجان، وقبل ساعات وبعد ساعات من تلك الأيام، تشعر أنها فى حالة إجازة طويلة، أغلب أصحاب الفنادق والمحلات الصغيرة بكل أنواعها، يعتبرون أن تلك الأيام هى فرصتهم الذهبية لكى يضمنوا مكاسبهم التى يعيشون عليها باقى الأيام، وهكذا ترتفع أرقام كل الأشياء، من أول حجز غرفة فى فندق صغير، حتى احتساء قهوة فى مقهى أمام محطة القطارات، ليصبح الذهاب إلى (كان) هو المغامرة الكبرى. العاملون فى المهرجان يصل عددهم للمئات، يتم تكريمهم كل عام مع اقتراب نهاية الفعاليات، قبل الإعلان عن نتيجة جوائز قسم (نظرة ما)، الذى يسبق الإعلان الرسمى للقسم الرئيسى بالمهرجان، يصعد على المسرح عدد كبير منهم ويقابلون بحفاوة بالغة من الجمهور، بعضهم بالنسبة لى صارت وجوههم مألوفة، وبيننا عشرة بحكم الزمن الذى يربو على 30 عاما، وهناك أيضا الجدد الذين ينضمون سنويا، كنت قد اقترحت على رئيس مهرجان القاهرة الفنان حسين فهمى وقبله الكاتب والمنتج محمد حفظى إقامة احتفالية مماثلة، يتم فيها سنويا تكريم عدد من العاملين، الجنود المجهولين، وبعضهم تجاوز فى عطائه للمهرجان أربعين عاما، ومع الأسف لم يتم الاستجابة للاقتراح.
العاملون فى مكتب مهرجان القاهرة- ولو أضفنا عددا محدودا جدا من المتطوعين- يستحقون قطعا التكريم المضاعف، لأنهم يعملون فى ظل ظروف اقتصادية غير موائمة.
المهرجان أيضا يحاول تأكيد الصورة التى سبقه إليها مهرجان (برلين)، والتى تعنى تطبيق معادلة (5050)؛ أى أن نصف العاملين فى المهرجان من النساء، لكم أن تعلموا أن مهرجان (القاهرة) سبق بدون أن يقصد كل المهرجانات فى تطبيق هذا القرار، أكثر من 50 فى المائة من العاملين بإدارة المهرجان من مبرمجين، هن من النساء، وأضيف لكم معلومة أخرى أنهن يقتطعن جزءا كبيرا من المكافأة من أجل متابعة المهرجانات وتحمل نفقات السفر والإقامة التى قفزت فى العام الأخير فقط للضعف.
هل يصل عدد أفلام النساء إلى 50 فى المائة أيضا داخل كل أقسام المهرجان؟.. ممكن قطعا ولكن بلا تعمد، لجان التحكيم، يراعى فيها هذه النسبة النسائية، ولكن لا يمكن تطبيقها مباشرة على الأفلام، ولا مجال أيضا لكى تخضع لجنة التحكيم، لهذا التصنيف فى منح الجوائز، وصل مهرجان (برلين) للذروة، عندما ألغى جائزة أفضل تمثيل رجال ونساء، وصارت فقط جائزة أفضل تمثيل تمنح لممثل أو ممثلة، وفى السنوات الأربع الأخيرة للمهرجان منذ تطبيقها منحتها لجنة التحكيم لثلاث ممثلات مقابل ممثل واحد.
وتبقى ورقة التحرش ومنظمة (مى تو) (أنا كمان)، التى تضع قائمة كل عام بالمتحرشين، وتشجع الممثلات على أن يبحن بكل التفاصيل حتى من تعرض لواقعة مماثلة قبل نصف قرن.
ويبقى السؤال هل بالضرورة أن المرأة تقول الحقيقة؟، وما الذى من الممكن أن يحدث لو أن العكس هو الصحيح، نساء تحرشن برجل، حسين فهمى عندما سألوه عن التحرش قال إنه هو الذى تعرض له فى (الأسانسير) وتلك حكاية أخرى، ربما تنطبق فقط على (الواد التقيل).