صفعة عمرو والدرع الواقي

صفعة عمرو والدرع الواقي

صفعة عمرو والدرع الواقي

 عمان اليوم -

صفعة عمرو والدرع الواقي

بقلم: طارق الشناوي

الشخصية العامة يجب أن تتحلى بالثبات الانفعالي، ومع بزوغ الألفية الثالثة، وانتشار الجوال بعد أن أصبح في كل يد كاميرا متنقلة، صار على الجميع التحلي بأقصى درجات ضبط النفس.

يجب أن نتفق أولاً، بحق كل إنسان في التمتع بالخصوصية، إلا أن الشخصية العامة، وفي هذا الزمن تحديداً، عندما يوجد خارج المنزل عليه مراعاة فروق التوقيت بين الخاص والعام.

الواقعة التي احتلت مقدمة الأحداث عبر «السوشيال ميديا» هي تلك الصفعة التي تلقاها المعجب، الذي حاول الحصول على صورة سيلفي، سوف نكتشف أن له وقائع مماثلة مع عدد من المشاهير، وعند إعادة المشاهدة، ستتأكد أنه حاول جذب عمرو دياب للخلف حتى يلتقط معه الصورة، وجاء رد عمرو عفوياً، إلا أنه كان أيضاً متجاوزاً.

عمرو تعود في كل المواقف التي يتعرض لها على مدى يربو على 40 عاماً، الاكتفاء بالصمت، ومهما بلغت ضراوة الحدث، فهو لا يخرج على الناس في برنامج أو يسجل فيديو كليب للتوضيح، ينتظر الزمن أن يتولى تهدئة الأمر.

أدرك عمرو أن «السوشيال ميديا» بطبيعتها (زجزاجية)، يرتفع المؤشر في البداية إلى أقصى درجة ويصبح ترينداً، ثم يبدأ في التراجع، ليصعد حدث آخر يعتلي الذروة، شاغلاً الرأي العام.

الناس في العادة تترقب من يسرق الكاميرا، كما أن الشاب المصفوع، حتى الآن لم يتخذ أي إجراء قانوني، ولم يعلق في أي برنامج، رغم أن عدداً كبيراً من المحامين وجدوها فرصة للشهرة، والحصول أيضاً على تعويض كبير لو وافق الشاب على توكيلهم.

التاريخ زاخر بعشرات من تلك الحكايات، التي تعرض لها المشاهير، ولكننا عادة نتوقف أمام عبد الحليم حافظ، رغم أن الفارق الزمني بين عمرو وحليم يقترب من نصف قرن، غادرنا عبد الحليم 1977، وقبل رحيله بعام واحد، كان له واقعة شهيرة مع الجمهور، عندما اعتقد أن هناك مؤامرة لإفشال قصيدته قارئة الفنجان بالتهريج والتصفير، داخل الحفل بحجة أن الصوت لا يصل إليهم.

عبد الحليم وصل إلى سمعه وشايات، على الفور، بادل تصفير الجمهور احتجاجاً بتصفير مماثل، وانفلت الموقف.

كان عدد القنوات التليفزيونية قليلاً في عالمنا العربي، إلا أن عبد الحليم حرص على توضيح موقفه في أكثر من برنامج، بينما الصحافة هاجمته بضراوة، ولم يشفع له عند صاحبة جلالة، أنه في مرحلة صحية متأخرة بسبب معاناته الشديدة من تداعيات تدهور حالة الكبد.

على الجانب الآخر، هناك من يحاول الآن استغلال الحدث للنيل ليس فقط من عمرو، ولكن من الفن بكل أطيافه، وهكذا قدمت إحدى المؤسسات، دعوة للشاب لأداء فريضة الحج على نفقتها وأخذ صورة سيلفي مع الكعبة، محاولة مباشرة لضرب الفن والدعوة المستترة لتحريمه.

لن يصبح هذا الشاب هو الحدث الأخير الذي يتعرض له عمرو أو غيره من الشخصيات العامة، فهو يوجد بكثافة في الحياة، وتحديداً الأفراح، وسيجد في كل لحظة عشرات من المواقف، وعليه مباشرة بعد الخروج من الأبواب المغلقة ومواجهة الناس، ارتداء الدرع الواقية الوحيدة؛ الثبات الانفعالي.

 

omantoday

GMT 19:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (الجزء 1)

GMT 19:54 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الوفاء غائب ولغة التخوين والحقد حاضرة

GMT 19:53 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

حين ينهار كلّ شيء في عالم الميليشيا

GMT 19:52 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العُلا... لقطة من القرن الثامن

GMT 19:51 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الرفاق حائرون... خصوم ترمب العرب

GMT 19:49 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

التوسع والتعربد

GMT 19:48 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أميركا دونالد ترمب

GMT 19:47 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إذا طاح الليل...

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صفعة عمرو والدرع الواقي صفعة عمرو والدرع الواقي



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 20:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F
 عمان اليوم - علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 14:38 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab