100 رجل أم 100 امرأة

100 رجل أم 100 امرأة

100 رجل أم 100 امرأة

 عمان اليوم -

100 رجل أم 100 امرأة

طارق الشناوي
بقلم : طارق الشناوي

أرادت الوزيرة أن تحيي المرأة فقالت إن المرأة المصرية أثبتت أنها (بـ100 راجل)، تناقل العديد من الصحف هذا الرأي الذي يصب ظاهرياً في حق المرأة، رغم أن السيدة فاطمة اليوسف صاحبة مجلة (روزاليوسف) قبل أكثر من 80 عاماً، تنبهت إلى خطورة استخدام هذا التعبير، بعد أن قرأت مقالاً في الأربعينات يشيد فيه الشاعر والكاتب الكبير كامل الشناوي بها قائلاً إنها (بـ100 راجل)، استفزها أنه أحال الرجل إلى (ترمومتر) لقياس الجودة، فقالت له أتمنى أن يأتي اليوم الذي تكتب فيه عن الرجل أنه (بـ100 امرأة).
دأبنا أن ننقل التعبير كما هو من جيل إلى جيل، بل من ثقافة إلى أخرى من دون تأمل عمقه وفحواه ومبناه. كثيراً ما يصبح أداء ممثل أو نجومية ممثلة هي المقياس (الترمومتر) الذي نعرف من خلاله مقدار القوة. في الماضي عندما يشيدون بممثل يقولون أحسن من يوسف بك وهبي، أو هذه مثلاً أجمل من سعاد حسني - وفي الصوت تصبح أم كلثوم وفيروز هما المقياس، وهكذا تظل ملامح القوة عند سعاد حسني وأم كلثوم وفيروز، وليس عند من تفوق عليهن.
نستخدم أحياناً أسلحة (فشنك) لها صوت وبلا صدى. يكثر مثلاً في المسابقات والمهرجانات الفنية الحديث عن ضرورة منح المرأة نسبة مقطوعة ومحددة مسبقاً، وهو ما يعرف في السياسة بنظام (الكوتة)، وهو ما يُشكل انتقاصاً في حق المرأة. كثيراً ما نتباهى بعدد النساء في الوزارة، كأن تلك هي القضية، بينما المنطق هو أن المرأة تتولي الحقيبة الوزارية لأنها الأفضل، أو ترشح مثلاً للجنة تحكيم أو تشارك بفيلم أو مسرحية لأنها فقط تستحق، وليس من أجل تحقيق العدالة الرقمية. فقط أشير إلى أن عدد المخرجات العربيات اللاتي شاركن مؤخراً في مهرجان (برلين) أكثر من الرجال، لأنهن قدمن مؤكداً الأفضل.
لا أرتاح للشعار الذي صار يتردد بكثرة (50 - 50) وهو ما يُعلنه كثير من المهرجانات، أي أن نسبة النساء في الإدارة تتساوى مع الرجال. الغريب مثلاً أن مهرجان (القاهرة السينمائي) رغم أنه وقع قبل نحو عام على هذه الاتفاقية، فإنه وبإحصاء رسمي اكتشف أن نصيب الرجال يشكل فقط نحو 40 في المائة، والباقي من النساء، أي أنه عند المطالبة بالتنفيذ الحرفي للاتفاقية سوف يرفع الظلم أساساً عن الرجل!
هناك ولا شك مظاهر تحمل كثيراً من التراجع عن حقوق المرأة، إلا أن رد الفعل يجب أن يتسم بالعقلانية. هل أنعش ذاكرتكم مثلاً بفيلم (بنات حواء) مطلع الخمسينات، والصراع على أشده في الجمعية النسائية التي ترأستها مديحة يسري، وهناك من يقول إن خطبة بداية اللقاء يجب أن تنطلق أولاً بجملة (أيها الرجال المحترمون)، وهناك فريق آخر يطالب بـ(أيها النساء المحترمات)، ويشتعل النقاش بين مؤيدي الطرفين (مين أو مات) وتتطاير في القاعة الكراسي، وينفض الاجتماع، ونستمع إلى صوت يتساءل (هو مين اللي مات؟).
علينا ألا نخترع قوانين صارمة، ولا نحدد نسبة مسبقة، حتى تنال المرأة حقها الطبيعي من دون إحساس أنها أخذته عنوة لكونها امرأة.
المرأة الواحدة بـ100 رجل، تعبير تم اتخاذه في زمن القهر الذي عانته المرأة، فكانت لا تكتفي بأنها تساويه بل تتجاوزه بمراحل. الآن علينا غربلة هذه الأقاويل، لأنها في ظاهرها الرحمة والانحياز للمرأة، بينما تحمل في باطنها كل العذاب للمرأة!!

omantoday

GMT 19:41 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

مجالس المستقبل (1)

GMT 19:20 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

البحث عن مقبرة المهندس إيمحوتب

GMT 15:41 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

موسم انتخابى كثيف!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

100 رجل أم 100 امرأة 100 رجل أم 100 امرأة



إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

مسقط - عمان اليوم

GMT 13:53 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
 عمان اليوم - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 13:39 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها
 عمان اليوم - دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء
 عمان اليوم - نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 14:05 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلاق إعلان الرياض لذكاء اصطناعي مؤثر لخير البشرية
 عمان اليوم - إطلاق إعلان الرياض لذكاء اصطناعي مؤثر لخير البشرية

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 06:18 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أحدث سعيدة خلال هذا الشهر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab