الغيرة عندما تصبح قاتلة

الغيرة عندما تصبح قاتلة

الغيرة عندما تصبح قاتلة

 عمان اليوم -

الغيرة عندما تصبح قاتلة

طارق الشناوي
بقلم : طارق الشناوي

الضربات تحت الحزام بين القوتين المتكافئتين في الحياة الفنية والثقافية وأيضًا السياسية ظاهرة عايشناها بكل اللغات وبمختلف التنويعات، الإنسان الذكى هو القادر على عدم تبديد الطاقة، خارج الرقعة.

لقاء كريم عبدالعزيز وأحمد عز يدخل مؤكدًا في هذا السباق، أثناء تصوير فيلم (كيرة والجن) كانت (الميديا) تسأل وتنقب عن أيهما صاحب الأجر الأكبر، ومن يسبق من على (التترات) و(الأفيش)، وكيف سيحافظ المخرج مروان حامد على التوازن الدرامى الذي يرضى النجمين؟.

وبرغم كل الكلمات الناعمة التي أعلنها النجمان أمام (الميديا)، فإن كلًّا منهما كانت لديه قطعًا ملاحظات وأحيانًا طلبات، إلا أنهما تعاملا باحترافية وواقعية مع الشريط السينمائى، كل منهما حسبها بدقة، وفى النهاية وبذكاء التقيا وأتذكر أثناء تسليم جائزة (جوى أوارد) في الرياض التي أقامتها هيئة الترفيه، كانت الجائزة من نصيب عز، وعلى المسرح أشار عز إلى كريم قائلًا (هو الذي يستحقها).

أتذكر قبل نحو 40 عامًا بعد النجاح الجماهيرى الذي حققه فيلم (العار) وكانت الميديا تضع في المقدمة كلًّا من نور الشريف ومحمود عبدالعزيز، باعتبارهما الأفضل، وعندما سألوا نور الشريف قال إن من يستحق لقب الأفضل هو حسين فهمى ودوره الأصعب. عدد كبير من مشروعات الكبار في نفس المجال بسبب زيادة جرعة الغيرة، باءت بالفشل، فيلم (حسن ومرقص) الذي كان سيجمع بين عادل إمام ومحمود عبدالعزيز، السيناريو تحقق فيه التوازى الدرامى بين البطلين، وكانا أيضًا سيتقاسمان (الأفيش)، في اللحظة الأخيرة تراجع عادل، لأنه استمع إلى حوار تليفزيونى لمحمود، تناول فيه الصراع القديم بينهما حول مسلسل (رأفت الهجان)، الذي كان مرشحًا له في البداية عادل إمام وبسبب خلاف مع الكاتب صالح مرسى اعتذر فأسند المخرج يحيى العلمى الدور إلى محمود عبدالعزيز، وبعدها لم تهدأ النفوس ولا الضربات بينهما فوق وتحت الحزام، انسحب عادل من (حسن ومرقص)، بعد أن شاهد اللقاء التليفزيونى، واشترط ألا يشاركه محمود، ولأن عادل يحقق أرقامًا أكبر في التسويق، فتم إسناد دور محمود إلى عمر الشريف. المخرج محمد خان كانت لديه محاولة في نهاية الثمانينيات للجمع بين فاتن حمامة وسعاد حسنى، كل منهما رحبت بالفكرة، وداعبهما قائلًا سوف تقدمان (ريا وسكينة)، ثم استقر الأمر على (أحلام هند وكاميليا)، بعد عدة جلسات منفردة أيقن خان، كما قال لى، استحالة اللقاء، كل منهما تخشى الأخرى، ولكنهما لا تفصحان صراحة عن ذلك، ووجد أنه سوف يبدد الوقت في انتظار أمل مستحيل، فتوجه لترشيح نجلاء فتحى وعايدة رياض للبطولة.

والحكاية موغلة في القدم، في نهاية الثلاثينيات، من القرن الماضى، فكر رجل الاقتصاد طلعت حرب في الجمع بين أم كلثوم وعبدالوهاب، في فيلم غنائى على غرار (قيس وليلى) أو (ألمظ وعبده الحامولى)، لولا أن أم كلثوم لم ترض أن ينفرد عبدالوهاب بتلحين كل أغانيها، اشترطت أن يشاركه السنباطى والقصبجى وزكريا أحمد، كان لديها توجس بأن عبدالوهاب سوف يستأثر لنفسه بالألحان الحلوة، وتوقف المشروع، ولم تغن أم كلثوم من تلحين عبدالوهاب إلا عام 64 (أنت عمرى)، وتعددت بعدها اللقاءات الغنائية بينهما، إلا أننا حرمنا من فيلم يجمع عملاقى الغناء العربى. لا تصدقوا أن الفنانين عاشوا ما نطلق عليه (الزمن الجميل)، الضربات المتبادلة كانت (على عينك يا تاجر) بين أم كلثوم وعبدالوهاب، وبين السنباطى وعبدالوهاب، وفريد الأطرش وعبدالوهاب وأحيانًا عبدالحليم.

فكر فريد الأطرش أن يغنى من تلحين عبدالوهاب، وعلى المقابل يغنى عبدالوهاب من تلحينه، وارتاح عبدالوهاب لتلك المقايضة، إلا أن فريد توجس، ربما ينفذ هو الشرط الأول ويغنى من تلحين عبدالوهاب ولن يردها له عبدالوهاب، فتوقف المشروع، وحُرمنا من أغنيتين واحدة تجمع صوت فريد بألحان عبدالوهاب، وأخرى لعبدالوهاب يغنى بتلحين فريد!.

omantoday

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

هوامش قمة البحرين

GMT 08:30 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 08:29 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 08:28 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الغيرة عندما تصبح قاتلة الغيرة عندما تصبح قاتلة



بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 13:53 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
 عمان اليوم - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 13:58 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

ليفربول يتواصل مع نجم برشلونة رافينيا لاستبداله بصلاح
 عمان اليوم - ليفربول يتواصل مع نجم برشلونة رافينيا لاستبداله بصلاح

GMT 13:39 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها
 عمان اليوم - دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء
 عمان اليوم - نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 14:05 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلاق إعلان الرياض لذكاء اصطناعي مؤثر لخير البشرية
 عمان اليوم - إطلاق إعلان الرياض لذكاء اصطناعي مؤثر لخير البشرية

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab