إلى متى ننتظر يوسف شاهين يصبح عنواننا في كان

إلى متى ننتظر يوسف شاهين يصبح عنواننا في (كان)؟

إلى متى ننتظر يوسف شاهين يصبح عنواننا في (كان)؟

 عمان اليوم -

إلى متى ننتظر يوسف شاهين يصبح عنواننا في كان

بقلم: طارق الشناوي

مصر تشارك بفيلمين فى مهرجان (كان) هذه الدورة فى قسم (أسبوعى المخرجين) (شرق12) لهالة القوصى وفى أسبوع النقاد (رفعت عينى للسماء) لندى رياض وأيمن الأمير، أتمنى أن يتاح للفيلمين بعد المهرجان مباشرة مساحات من العروض الجماهيرية فى مصر، وألا نفاجأ بنشاط زائد وقراءة خاطئة من الرقابة مثلما حدث قبل ثلاثة أعوام مع فيلم (ريش) لعمر الزهيرى، الذى حصل على الجائزة الذهبية (أفضل فيلم) فى أسبوع النقاد.

ورغم ذلك بدلا من أن نحتضن المخرج الشاب، ونتباهى بجرأته الفنية وإنجازه، تعددت الطعنات التى وجهناها إليه، أشير إلى أن للحقيقة والتاريخ، استقبلت وزيرة الثقافة السابقة دكتورة إيناس عبدالدايم فريق عمل الفيلم، بمجرد عودتهم للقاهرة مكللين بالجائزة، إلا أن هناك من كان يتربص ليحيل بهجة الفرح إلى سرادق عزاء.

والسيناريو المكرر يبدأ بأن يعلو أحد الأصوات العشوائية الغاضبة، مرددا الاتهام التقليدى (إهانة سمعة مصر)، توقف التصريح بالفيلم، وننسى أن دورنا هو الحفاوة بكل موهبة مصرية تسعى للتواجد خارج الحدود، مشاركة جهات إنتاجية غير مصرية فى العمل الفنى، لا يعنى النظر بتوجس مسبق للشريط، تلك هى الآن طبيعة الإنتاج السينمائى عالميا، وهذا الجيل من المخرجى، استطاع أن يفك (الشفرة) الجديدة للإنتاج، ولهذا يتواجدون بقوة، على خريطة المهرجاتات العالمية، رغم كل الظروف غير المواتية.

أمس سألتنى الإعلامية السورية لا نا الجندى فى حوار عبر قناة (سكاى نيوز)، متى نرى يوسف شاهين مصرى آخر فى (كان)؟

أجبتها لدينا قطعا الكثير من المواهب، بدليل أن لمصر فيلمين هذا العام فى أقسام موازية، كنت شاهد عيان منذ مطلع التسعينيات هنا فى (كان)، على الحضور المؤثر ليوسف شاهين ليس فقط كمخرج كبير، ولكن تواجده أيضا فى الشارع، شركة طيران (إيرفرانس) فى مكتبها الإقليمى فى (كان) تضع صورة يوسف شاهين فى الصالة كواحد من كبار نجوم السينما العالمية.

لو أحصينا عدد المشاركات التى حققها يوسف شاهين فى المهرجان سنكتشف أنه لا يزال واحدا من أكثر المخرجين على مستوى العالم تواجدا، نحو تسع مرات منذ فيلمه (ابن النيل) عام 1951، عرض بالمسابقة الرسمية وعمره 25 عاما، وكان مرشحا لـ(كاميرا دور) الجائزة الذهبية للعمل الأول، فهو ثانى أفلامه الروائية بعد (بابا أمين) ولهذا يحق له التسابق على العمل الأول.

أنا بالمناسبة لا أصدق كثيرا مما رواه يوسف شاهين فى أحاديثه وعدد من أفلامه مثل (حدوتة مصرية) عن اقترابه من الجائزة، ثم كل تلك المؤامرات التى حيكت ضده وأبعدته فى اللحظات الأخيرة عن جائزة (كان)، وهو ما ردده أيضا بعدها عن فيلمه (باب الحديد) الذى شارك فى (برلين) 1958 واقترب من اقتناص جائزة أفضل ممثل عن دور (قناوى)، لولا أنهم اعتقدوا أنه فعلا أعرج ولا يمثل دور الأعرج فقرروا منحها لممثل آخر يؤدى شخصية درامية، وليست شخصيته الحقيقية، مبالغات غير منطقية وتخاصم حتى قواعد فن التشخيص، كررها البعض، بعد أن أطلقها يوسف شاهين.

من أهم أفلام يوسف شاهين (الأرض) 1970 الذى تسابق رسميا داخل (كان) ولم ينل الجائزة، وتردد أيضا وقتها أن هناك لعبة أخرى سياسية وراء الكواليس، أخر إطلالة ليوسف شاهين من كان (إسكندرية نيويورك) 2004 قبل رحيله بأربعة أعوام، ولكن آخر تواجد فى المسابقة الرسمية (المصير) 1997، وبمناسبة اليوبيل الذهبى للمهرجان- 50 عاما على انطلاقه- حصل على تكريم خاص سلمته شهادة التقدير النجمة الفرنسية ايزابيل أدجانى وكنت حاضرا ويومها قال يوسف شاهين (نعم هذه اللحظة تستحق بعد كل تلك السنين).

لنا فى رصيدنا العربى (سعفة ذهبية) واحدة يتيمة حتى الآن، من (كان) حصل عليها المخرج الجزائرى الكبير محمد الأخضر حامينا عام 1975 عن فيلمه (وقائع سنوات الجمر)، حامينا قبلها بسنوات قلائل انتزع أيضا (الكاميرا دور)، وتلك الجائزة الذهبية تمنح للمخرج فى أول أعماله، نالها عن (ريح الأوراس)، لدينا جوائز عربية أخرى هامة فى (كان) مثل المخرجة التونسية الراحلة مفيدة التلاتلى بفيلمها (صمت القصور) نالت أيضا (الكاميرا دور) 1999، كما أن المخرجة والممثلة اللبنانية نادين لبكى سبق وأن حصدت جائزة لجنة التحكيم قبل خمس سنوات عن فيلمها (كفر ناحوم) وهى الآن عضو لجنة تحكيم المسابقة الرئيسية.

يومها أطلقت نادين زغرودة لبنانية فى قاعة (لوميير)، تمنينا أن نسمع زغاريد عربية أخرى هذا العام ولدينا جوائز أخرى إيليا سليمان الفلسطينى (يد إلهية) لجنة التحكيم والمخرج اللبنانى الراحل مارون بغدادى (خارج الحياة)، وغيرها.

تذكرت المخرج الكبير الجزائرى حامينا فى الساعات القليلة الماضية، وأنا أحلم بـ(سعفة) أخرى، يقترب حامينا الآن من التسعين، وقدم آخر أعماله وهو فى الثمانين (غروب الظلال)، إلا أنه لايزال يحلم بالجديد.

التقيت بحامينا قبل نحو ربع قرن، بـ(معهد العالم العربى) فى باريس، أثناء عقد (بيناللى السينما العربية) الذى رأسته الناقد والباحثة د. ماجدة واصف، وقال أن على فرنسا أن تسعى للإنتاج المشترك مع السينما العربية، وهو ما سيمنح السينما الفرنسية أبعادا ورؤية اكثر رحابة والحقيقة أن العديد من الدول الأوروبية صارت تشارك فى الإنتاج حاليا.

بعد نحو نصف قرن على جائزة (حامينا)، أتمنى أن نتوج بها حلمنا السينمائى العربى المشروع بسعفة ثانية ولدينا هذا العام السينما الصومالية تمثلنا بفيلم (القرية جوار الجنة) للمخرج موهراوى!!

ونعود للسؤال، الأول هل نرى يوسف شاهين مصرى آخر فى كان وغيرها؟ نعم ولدينا واحد من أهم تلاميذه يسرى نصرالله له نحو خمس مشاركات بأفلامه فى العديد من التظاهرات مع تواجده أكثر من مرة فى لجان تحكيم (كان)، ولدى أمل قطعا فى الجيل الجديد من المخرجين الذى يقفزون فوق العديد من التحديات!!

قطعا لم ولن يوجد يوسف شاهين آخر فهو نسخة غير قابلة للتكرار ولكن هناك مواهب عديدة قادمة تعبر بصدق عن زمنها وجيلها وتحدياتها!!.

 

omantoday

GMT 19:15 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مسافرون

GMT 19:14 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الغرب يخطئ مرتين في سوريا

GMT 19:13 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

لبنان والمسألة الثقافيّة قبل نكبة «حزب الله» وبعدها

GMT 19:12 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

حب وزواج في زمن الحرب

GMT 19:11 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود المياه لمجاريها بين الجماعتين؟

GMT 19:09 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نظرة على الأزمة السورية

GMT 19:08 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بلاد الشام... في الهواء الطلق

GMT 19:07 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: بدء موسم المبادرات

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إلى متى ننتظر يوسف شاهين يصبح عنواننا في كان إلى متى ننتظر يوسف شاهين يصبح عنواننا في كان



بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 20:58 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
 عمان اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 20:55 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
 عمان اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 21:08 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
 عمان اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء
 عمان اليوم - نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

تحقيق يكشف عن تقييد "فيسبوك" للصفحات الإخبارية الفلسطينية
 عمان اليوم - تحقيق يكشف عن تقييد "فيسبوك" للصفحات الإخبارية الفلسطينية

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 14:09 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

تبدأ بالاستمتاع بشؤون صغيرة لم تلحظها في السابق
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab