«فوى»  سينما تتكلم سينما

«فوى» .. سينما تتكلم سينما

«فوى» .. سينما تتكلم سينما

 عمان اليوم -

«فوى»  سينما تتكلم سينما

بقلم: طارق الشناوي

(لسه الأفلام الحلوة ممكنة)، هذا هو انطباعى الأول عن فيلم (فوى فوى فوى) للكاتب والمخرج الشاب عمر هلال، فى أول تجربة روائية طويلة، الواقعة التى استند إليها السيناريو حقيقية، شباب يريدون الهجرة خارج الحدود بعد أن أغلقت أمامهم أبواب الرزق.

مر على هذا الحادث عشرة أعوام، المؤكد أنه قبلها وبعدها يتكرر الموقف وبتنويعات متعددة وبمختلف لغات العالم، وبكل الأنماط، روائية وتسجيلية، و(سيمى دراما)، قدمت عشرات من الأفلام وحصدت أيضا جوائز عالمية، ولم تكن السينما المصرية بعيدة، وستجد أن المشترك هو الهجرة عبر الحدود إلى دولة تقع على الشاطئ الآخر من البحر المتوسط، المعالجة التراجيدية للمأساة هى المسيطرة، وكثير من عناوين تلك الأفلام ستجد فيها كلمات مثل النار، حتى توصيف (حرقة) المستخدم فى المغرب العربى، لأنهم يحرقون قبل رحلة الهجرة، أوراقهم الرسمية، بينما هذه المرة فى (فوى) كانت المعالجة الكوميدية هى روح الشريط.

الفيلم لم يستسلم للحكاية، أخذ عمقها وأضاف الكثير، وهو كما عملت كل تجاربه السابقة فى إطار الإعلانات، ولهذا يقدم الإيقاع السريع والمتصاعد (كريشندو) فى تتابع اللقطات، وهو ما انعكس إيجابًا على أداء الممثلين، بتلك الهارمونية فى ضبط درجة التعبير، وهو ما يغيب عن عدد كبير من أعمالنا الدرامية، عمر هلال وكأن لديه جهاز قياس الانفعال فى الصوت والحركة، محافظًا على توافق التعبير بين الجميع.

البطل محمد فراج، حارس أمن، فى لقطة موحية تختمر الفكرة، عندما يجد أمامه حالة مشابهة، وقبلها يقرأ الخبر اشتراك فريق من المكفوفين فى بطولة العالم ونراه وهو يتلاعب بقدمه وبقدر واضح من الحرفنة، بعلبة معدنية فارغة، ليجد الطريق ممهدًا لتنفيذ الفكرة، ويحلم بالقفز خارج الحدود، الشخصيات يجمعها، فكرة الخداع، ولكنك لا تشعر تجاههم بنفور مطلق، أو إدانة مسبقة، فهم بزاوية ما مجنى عليهم.

يتألق فى الأداء بيومى فؤاد، وأمجد الحجار ولبنى ونس ومحمد عبدالعظيم ومحمد مغربى، وفنان له طلة كوميدية خاصة ومحببة طه الدسوقى والقديرة بما تملك من فيض موهبة حنان يوسف، عناصر تفوقت، التصوير والديكور، وهناك لمحات خاصة فى التعبير الموسيقى لسارى هانى، الهدوء الذى يترك مساحة لكى تضيف أنت، نسيج العمل الفنى فى كل تفاصيله، دائما ما تعثر على هذا الهامش، الذى يقدم الجملة الهامسة بعيدا عن الصراخ.

بداية من اختيار اسم فيلم (فوى) ينطبق عليه، فكرة الهمس، إنه (الغموض المحبب)، يدعوك للتفكير عن أصل الكلمة التى تبدو غريبة بالنسبة لنا، إلا أنها حميمة لدى المكفوفين، خاصة لاعبى (كرة الجرس)، التى تستبدل الأذنين لتصبحا عينين، كما أنها من خلال تردد الصوت، الذى يحدد المسافات، تتيح الفرصة للاعبين لتبادل الكرة فيما بينهم، وكلمة السر هى (فوى).

الفيلم يقدم لنا بطلا، مختلفا، البطولة السينمائية، ليست أبدا جديدة عليه، ولكن هذه هى المرة الأولى التى أشعر فيها أن محمد فراج على (التراك) المضبوط مع موجة الجمهور،

أدى الدور بخفة ظل، متكئا على تفهمه العميق للشخصية، وهو ما أسفر عن الضحك، أتصور أنه سينطلق من الفيلم كنجم شباك، نيللى كريم، أدت دور الصحفية باقتدار ولم تتوقف أمام المساحة الدرامية، ولكن العمل الفنى، هو الذى جذبها للدور، ومن أروع اللقطات لحظة اكتشافها خداع محمد فراج أثناء محاولة تقبيلها.

تعددت الإبداعات داخل الشريط، الممتع، من خلال مايسترو قاد كل الفريق، اسمه عمر هلال، فى تجربته الدرامية الأولى، ولا أتصورها إلا بداية لما هو قادم!!.

omantoday

GMT 19:41 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

مجالس المستقبل (1)

GMT 19:20 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

البحث عن مقبرة المهندس إيمحوتب

GMT 15:41 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

موسم انتخابى كثيف!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«فوى»  سينما تتكلم سينما «فوى»  سينما تتكلم سينما



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 20:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F
 عمان اليوم - علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 14:38 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab