«باربى» تنجو من مقصلة الرقابة

«باربى» تنجو من مقصلة الرقابة

«باربى» تنجو من مقصلة الرقابة

 عمان اليوم -

«باربى» تنجو من مقصلة الرقابة

بقلم: طارق الشناوي

بعد تردد دام نحو ثلاثة أسابيع، انتصر صوت العقل، ووافق رئيس الرقابة د. خالد عبدالجليل على عرض فيلم

(باربى) طبقًا لقاعدة التصنيف العمرى +12، وهو ما يستحق التحية لأنه قرأ الدنيا كما هي الدنيا، ولم يبحث عن تأشيرة سفر لـ(كوكب تانى).

تعجبت عندما علمت أن وزير الثقافة اللبنانى، بعد السماح بعرضه، قرر سحبه من التداول، بينما الكويت رفضت عرضه، ووافقت كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية على عرضه بتصنيف عمرى +15، وعدد من جمهور الكويت قرر الذهاب إلى السعودية لمشاهدة (باربى)، الذي يحقق حاليًا أعلى إيرادات على مستوى العالم متفوقًا على (أوبنهايمر)، وغالبًا في نهاية هذا العام سيحتل المركز الأول في تصنيف الأعلى كشباك تذاكر.

الجمهور المستهدف هم الأطفال، ورغم ذلك هناك شريحة من الأطفال في عالمنا العربى لن تُتاح لهم المشاهدة. الفيلم قائم على افتراض أن (باربى) سوف تنتقل من عالم الدمى لتعيش الحياة.

الفيلم متوفر على (يوتيوب)، بعد أن تم اقتناصه، حرصت على أن أشاهد النسخة كما أقرتها الرقابة داخل دُور العرض، وحتى لا يفقد الشريط متعة الإحساس بالطقس السينمائى، الذي يشكل جزءًا عميقًا من متعة المشاهدة.

الفيلم يسيطر عليه اللون المبهج الوردى، وهو ينقل الجمهور إلى عالم ممتع بصريًّا وسمعيًّا وفكريًّا، (باربى) الدمية لا تعرف الفناء، ولا يشكل الزمن عليها خطرًا، ستظل كما هي تعبر عن ذروة الجمال الأبدى. الفيلم إخراج جريتا جيرويج، التي شاركت أيضًا في كتابة السيناريو. الدمية واقعيًّا تجاوزت الستين بنحو أربع سنوات، وفى العالم وعلى مدى العقود الزمنية المختلفة، شاهدنا أكثر من «باربى» تعبر عن مختلف الثقافات، لديكم «باربى» سوداء، وهناك أيضًا صفراء، وفى بعض الدول الإسلامية «باربى» المحجبة، كلها تنويعات على الأصل.

رهان (باربى) على الشاشة أن تعيش في عالم البشر، الدمية تقهر المستحيل، بينما في عالم البشر تواجه المستحيل، مثل المرض والموت والجوع والعطش والفناء والخوف، هذا هو الصراع الذي تنقله المخرجة إلينا، وفى مساحة محايدة يقف فيها الفيلم بين عالمى الدمى والبشر.

ما الذي دفع عددًا من الدول العربية لكى تنتظر نحو ثلاثة أسابيع قبل التصريح بعرضه، بينما لبنان المعروف عنه أن هامش السماح الرقابى لديه أكثر مرونة تدخل وزير الثقافة فيه بالمنع.

سر التوجس هذه المرة، وأتصور أنه سوف يواجه الرقابة في العديد من الأفلام القادمة، هو التعامل مع المثليين وأيضًا المتحولين جنسيًّا. الرقابة في مصر والسعودية والإمارات وضعت خطًّا فاصلًا بين العرض والترويج. أنت كمشاهد رأيتَ تلك الشخصيات، والفيلم لم يروج لها مثلما ترى قاتلًا أو تاجر مخدرات أو متعاطيًا، مادام لا يوجد ترويج لتلك الأفعال، فلا تمنع. وهكذا أعملت الرقابة العقل، تلك الشخصيات متواجدة في الدنيا، والتصنيف العمرى يمنح المتلقى إدراك الخط الفاصل بين العرض والترويج، ولهذا فلا خوف من التقليد أو التعايش السلمى معها.

هل نملك في عالم اليوم ترف المنع؟. الإجابة التي نعرفها جميعًا مستحيل، وهذا الفيلم بعد أيام من عرضه صار متوفرًا على (النت) بالمجان.

العالم لن يقدم أفلامًا طبقًا لثقافتنا العربية، ولكن على مقاس ثقافته.

علينا أن نُعلى من شأن سلاح المناعة، فهو الذي يحمينا ويحمى أطفالنا مادمنا لسنا قادرين على السفر إلى

(كوكب تانى)!.

 

omantoday

GMT 19:41 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

مجالس المستقبل (1)

GMT 19:20 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

البحث عن مقبرة المهندس إيمحوتب

GMT 15:41 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

موسم انتخابى كثيف!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«باربى» تنجو من مقصلة الرقابة «باربى» تنجو من مقصلة الرقابة



بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 20:58 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
 عمان اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 20:55 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
 عمان اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 21:08 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
 عمان اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء
 عمان اليوم - نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

تحقيق يكشف عن تقييد "فيسبوك" للصفحات الإخبارية الفلسطينية
 عمان اليوم - تحقيق يكشف عن تقييد "فيسبوك" للصفحات الإخبارية الفلسطينية

GMT 13:56 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 14:09 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

تبدأ بالاستمتاع بشؤون صغيرة لم تلحظها في السابق
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab