حالة «حلا»

حالة «حلا»

حالة «حلا»

 عمان اليوم -

حالة «حلا»

بقلم - طارق الشناوي

حالة زجزاجية فى كل مواقفها الفنية والشخصية تنتقل فى لحظات من النقيض إلى النقيض، فى علاقتها مثلًا بالحجاب من الممكن أن ترى من خلالها حالة المجتمع المصرى بكل أطيافه.

انظر لحفلات أم كلثوم فى الستينيات التى احتفظ بها التليفزيون المصرى (أبيض وأسود)، لن تعثر على أى سيدة ترتدى حجابًا، افتح الشباك وألقِ نظرة على الشارع، هل وجدت امرأة أو حتى مراهقة بلا حجاب؟.

ستكتشف أن مَن يحدد علاقة «حلا» بالدنيا هو الحجاب. قبل نحو ثلاثة أعوام، خلعت الحجاب ونشرت صورها، التى حملت إشارة واضحة جدًّا إلى أنها تريد العودة إلى التمثيل. يومها، رحب الوسط الفنى والعديد من الزملاء، وكان رأيى أن عليها أن تتأهل أولًا نفسيًّا وجسديًّا قبل العودة إلى الوقوف أمام الكاميرا، البعض قرأ الجملة خطأ، واعتبرها تعنى ألّا تعود، رغم أنى كنت محددًا، عودى، ولكن ليس الآن، كما أننى ضد هذا الارتباط الشرطى بين التمثيل وارتداء أو خلع الحجاب.

عادت حلا بمسلسلى (خيانة عهد) تخت مظلة يسرا، و(زلزال) تحت مظلة محمد رمضان، عودة باهتة، لا تليق بحالة الترقب لنجمة، كان لها فى الماضى حضورها المؤثر.

حلا بدأت مشوارها مع مطلع الألفية الثالثة، بعد سنوات قلائل من بزوغ نجومية منى زكى وحنان ترك، وكانت لها بصمتها الخاصة.

آخر أفلامها مع تامر حسنى، قبل عامين، (مش أنا)، كتبت على صفحتها بعد عرضه وزواجها من الداعية معز مسعود (مش أنا)، مع صورة لها وغطاء للرأس، وتركت الباب مفتوحًا لكل الاحتمالات، هل هو فقط اعتراض على الفيلم أم على الفن، أم على احتلال بطل الفيلم تامر حسنى كل الأفيش وكل الشاشة؟!.

حلا لا تزال فى مرحلة النقاهة والتعافى من حالة التزمت التى أبعدتها عن ممارسة الفن عندما اختلط عليها الأمر بين ما هو دينى وما هو أخلاقى وما هو فنى وما هو فقهى، وفى تلك المساحة الشائكة، عاشت سنوات العزلة والابتعاد، الذى وصل إلى مرحلة التحريم، ووقتها كتبت أن الفنان لا يتحرك من خلال كبسة (زر) للتشغيل وآخر للإيقاف، والأمر يحتاج إلى مرحلة إعداد نفسى وجسدى. الخريطة فى بداية الألفية الثالثة التى كانت فيها حلا نجمة تغيرت تمامًا، كما أن داخل وجدان حلا ثمة تغيير عميق أحدثه طول الغياب، وتستطيع أن تلاحظ عدد التعديلات التى أجرتها على وجهها الجميل (خلقة ربنا)، إلا أنها بسبب التوتر الذى تعيشه، تركته لطبيب التجميل يعبث به.

كل الاحتمالات قطعًا قائمة، ونُنحِّى جانبًا حكاية احتمال إعلان طلاقها من الداعية الإسلامى، تلك قضية شخصية تخص الزوج والزوجة، لست طرفًا فيها، إلا أن المؤكد هو عودتها إلى التمثيل، وكل ما سبق أشبه بدقات المسرح التقليدية الثلاث، التى كانت تسبق العرض المسرحى.

حالة حلا هى حالة مصرية خالصة تمر بها العديد من السيدات فى الشارع، ولكن لأنها حلا، فنحن جميعًا شهود عليها.

المجتمع المصرى- بنسبة أراها تمثل الجزء الأكبر- أصبح يحكم على المرأة بقانون الحجاب، ويحدد مشاعره وفقًا لهذا (الترمومتر)، الذى يعبر عن نفسه من خلال نظرات الناس فى الشارع. عليها أولًا أن تنسى تلك النظرات، وأن تنصت لوجدانها، وتحدد خطوتها التالية فى علاقتها بالناس والفن والحجاب، فقط اسْتَفْتِ قلبك!!.

omantoday

GMT 19:41 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

مجالس المستقبل (1)

GMT 19:20 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

البحث عن مقبرة المهندس إيمحوتب

GMT 15:41 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

موسم انتخابى كثيف!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حالة «حلا» حالة «حلا»



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 20:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F
 عمان اليوم - علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 14:38 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab