جودر والتحدى

(جودر).. والتحدى!

(جودر).. والتحدى!

 عمان اليوم -

جودر والتحدى

بقلم - طارق الشناوي

 

سحر فن الأداء يكمن فيه السر، هذا هو تحليلى لسر جاذبية الحلقات الأولى لمسلسل (جودر)، وهو ما برع المخرج إسلام خيرى فى تحقيقه مع ممثليه الذين قدموا لنا فى النصف الثانى من رمضان تلك الومضة الساحرة، لم أشعر فى البداية بأى قدر من الحماس لمشاهدتها، لأننا جميعًا لدينا رصيد سابق أوصلنا لمرحلة التشبع، إلا أن رهان المخرج الحقيقى لم يكن على الديكور ولا الحيل ولا المؤثرات والجرافيكس والإضاءة والتصوير وغيرها من الأسلحة، التى أجاد توظيفها.

إلا أنه أدرك أن المفتاح يكمن أساسًا فى سحر الأداء، وهكذا شاهدت استحواذ ياسر جلال (شهريار) على المشاعر، هذا الفنان الذى يتعامل مع فن التشخيص مثل الموسيقار الذى يقدم قطعة موسيقية، لا تستطيع الإمساك بها فهى ليس قطعة صلصال تتجسد أمامك، ولكنه يتكئ فى قراءته للشخصية على تقمصه الوجدانى، الذى يحيل التعبير الجسدى إلى نغمة موسيقية، بينما نور (التى صارت الميديا تصر على أن تضع بين قوسين لاسمها توصيف لبنانية)، كانت مفاجأة، فى تقمص دورها، فقد تعاملت بقدر غير مسبوق من التلقائية الممزوجة بخفة الظل وأيضًا الجرأة فى التعبير.

أن يجرؤ مخرج أو منتج على الاقتراب من (ألف ليلة وليلة) أعتبرها مخاطرة محفوفة بالمخاطر، لدينا العديد من الحواجز من الصعب القفز فوقها، تضع الجميع فى مأزق، لأنه لن يعثر على إجابة للسؤال، ما الذى سوف أضيفه للناس؟.

أول حاجز وحائط صد هو الجمهور، المحمل برصيد ضخم ورثناه عن الأجداد وانتقل لـ(جينات) الأجيال التالية، من خلال الإذاعة المصرية التى قدمت لنا هذا السحر منذ الخمسينيات تأليف طاهر أبو فاشا وإخرج محمد محمود شعبان (بابا شارو)، وظلت الحلقات الإذاعية قرابة ثلاثة عقود من الزمان، حتى بعد دخول التليفزيون لحياة المصريين فى عام1960، وظل رمضان مرتبطًا بمؤشر الإذاعة، ممزوجًا بصوت الساحرين زوزو نبيل وعبدالرحيم الزرقانى، وهكذا كان المصريون يعيشون مع أجواء رمضان وآذانهم بعد الإفطار مباشرة متجهة صوب الإذاعة، ويؤجلون فتح التليفزيون حتى تسكت شهرزاد عن الكلام المباح.

من المستحيل أن يصلح الصيام بدون هذا الصوت وتلك الموسيقى الساحرة، كل منا كان يستمع للحكاية، ويضع هو الصورة، حتى يحيل المسموع إلى مرئى، وهو فقط الذى يرسم الصورة.

كانت هناك أكثر من محاولة مرئية، لاستلهام تلك الحكاية، المخرج شوقى جمعة حاول فى نهاية الستينيات أن يفعلها ووقع اختياره على سهير المرشدى، إلا أن التجربة طواها سريعًا النسيان، لأن صوت شهرزاد الإذاعة زوزو نبيل والخيال الذى تحققه ظل مسيطرًا.

إلا أن العبقرى المخرج فهمى عبدالحميد مع الشاعر الموسوعى عبدالسلام أمين، فى منتصف الثمانينيات، وجدا فى شريهان منحة استثنائية من الممكن أن تتجسد أمامهما لتحقيق الخيال المستحيل، وكانت وقتها الحيل التليفزيونية قد شهدت تطورًا تقنيًا يتيح للمخرج تحقيق جزء من الخيال، كما أن الإمكانيات الاستثنائية التى تمتعت بها شريهان فتحت «نِفْس» المخرج فهمى عبدالحميد، على أن يعلو بخياله ليتجاوز سور الخيال.

وبالفعل نجحت الفوازير التى قدمتها شريهان فى أن تجعل مؤشر المصريين يتجه إلى التليفزيون مباشرة بعد الأذان، كما أن للمخرج عبد العزيز السكرى مع نجلاء فتحى وحسين فهمى تجربة رائعة، فى مشوار النجمين، وربما كانت هناك محاولات أخرى ولكن لم تصمد كثيرًا فى الذاكرة، بينما (جودر) يملك سحرًا خاصًّا، ونفسًا مختلفًا، ومنذ بداية الحلقات تدخل فى عالم آخر خاص جدًّا نسجه الكاتب أنور عبدالمغيث والمخرج إسلام خيرى، مع فريق عمل قرر التحدى!.

omantoday

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

هوامش قمة البحرين

GMT 08:30 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 08:29 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 08:28 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جودر والتحدى جودر والتحدى



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 20:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F
 عمان اليوم - علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 14:38 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab