مساجد الربذة

مساجد الربذة

مساجد الربذة

 عمان اليوم -

مساجد الربذة

بقلم: دكتور زاهي حواس

أعتقد أن من أهم ما قام به الدكتور سعد الراشد هي حفائره الخاصة بالكشف عن آثار مدينة الربذة. وسوف يسجل التاريخ الأثري بأحرف من نور هذا العمل العلمي سواء من دراسة ما تم الكشف عنه في هذا الموقع أو من خلال النشر العلمي للحفائر، ولذلك فسوف نوالي كتابة الكثير من المقالات عن هذا الموقع، نظراً لأهميته، وكذلك لأن مدينة الربذة تعود إلى العصر الإسلامي المبكر.

     وقد كشفت البعثة السعودية عن مسجدين رئيسيين في المدينة: المسجد الأول هو المسجد الجامع، وعُثر عليه في الجهة الغربية من الربذة، ويعتقد الدكتور الراشد أن هذا المسجد هو مسجد الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري الذي خطَّه بنفسه عندما قَدِم للربذة عام 30 هجرية. وقد ذكرت المصادر أن بالربذة مسجدين أحدهما مسجد أبي ذر الغفاري، ويتميز هذا المسجد بتخطيط معماري متطور، يتكون من رواقين أمامهما محراب مجوّف وله ثلاثة أروقة. وقد استطاعت البعثة أن تميز وجود قاعتين من الحجر كانتا تحملان سقف المسجد. وقد تبين في أثناء الكشف الأثري لجدران وأعمدة المسجد وتفاصيله المعمارية أنه كانت أرضيته مفروشة بالحصى وتتجدد الفرشة بين وقت وآخر، كما أن جدرانه كانت تحمل طبقة جصّية، وأن المسجد يظهر أنه بُني بكامله بالحجارة، ومساحته تسع لاستيعاب 600 مصلٍّ.

أما المسجد الآخر فهو مسجد المنطقة السكنية، ويختلف في عظمته عن المسجد الجامع، وله محراب مجوَّف مربع الشكل، ويتميز رغم صغر مساحته بسماكة جدرانه، وله أربع قواعد أعمدة سميكة مربعة الشكل كانت تحمل سقفاً نصف مقبَّب مقوَّس. ويظهر من خلال الكسر الجصّية المتساقطة أن جدران المسجد كانت مغطاة كذلك بطبقة جصّية عليها تلوين زخرفي. ومن النسيج المعماري للمباني المتصلة بالمسجد يتبين أنه كانت له أربعة أبواب صغيرة وتحاذي الباب الغربي كتلة بنائية ربما كانت قاعدة لمئذنة المسجد.

وفي ضوء التخطيط المعماري لهذه المنطقة السكنية من الربذة فإن هذا المسجد لم يكن مخصصاً لغيرها من السكان وعابري السبيل. ويتوقع الدكتور الراشد أن تكون في الربذة مساجد أخرى قد اندثرت وضاعت معالمها مع الزمن وسبب توقعه هي كثافة الوحدات السكنية وتنوعها وترابط النسيج المعماري بعضه ببعض، وبالتالي فإن سكان الربذة والقادمين إليها كانوا بأعداد كثيرة، وقد استطاعت البعثة السعودية أن تسجل هذه المساجد معمارياً وفنياً وبخاصة لأن المسجدين يعودان إلى فترة مهمة جداً من التاريخ الإسلامي، وهي الفترة المبكرة.

 

omantoday

GMT 19:41 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

مجالس المستقبل (1)

GMT 19:20 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

البحث عن مقبرة المهندس إيمحوتب

GMT 15:41 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

موسم انتخابى كثيف!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مساجد الربذة مساجد الربذة



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 18:46 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً
 عمان اليوم - فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 22:35 2013 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

النجم محمد باش يهدي المغربية سكينة بوخريص عقدًا ماسيًا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab