بقلم : زاهي حواس
أشهر الفراعنة هم بالترتيب الملك توت عنخ آمون؛ لأن مقبرته كُشفت كاملة في وادي الملوك بالأقصر، والملك رمسيس الثاني، الملك المحارب الذي جلس على عرش مصر أكثر من 6 عقود من الزمان. والملك توت نال الشهرة العظيمة بعد أن قام عالم الآثار الإنجليزي هوارد كارتر بالكشف عن مقبرته بوادي الملوك، وذلك يوم 4 نوفمبر (تشرين الثاني) سنة 1922م، ولم يكن من الملوك المشهورين؛ حيث حكم وهو طفل في عمر التاسعة ولمدة لا تتجاوز 10 سنوات. أما الملك رمسيس الثاني فهو سيد الفراعنة، وتولّى الحكم بعد موت أبيه الملك سيتي الأول، وحكم نحو 66 سنة، وتزوّج بـ8 ملكات، وأنجب 100 ولد وبنت، وهو من المحاربين العظام، وأول فرعون يوقّع معاهدة، هذا إضافة إلى أنه أعظم البنائين.
كان هذا هو ما تم الإعلان عنه خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد في مدينة كولون بألمانيا، وحضره المئات من الصحافيين ومراسلي الأخبار والمحطات التلفزيونية. تحدّث في المؤتمر السفير خالد جلال، سفير مصر بألمانيا، والدكتور محمد إسماعيل، أمين عام الآثار في مصر، الذي أعلن أن مصر تعرض آثار الملك العظيم رمسيس في ألمانيا هديةً من مصر للمواطن الألماني، وأنه يتوقع أن يصل زوّار المعرض إلى مليون شخص.
كنت آخر المتحدثين في المؤتمر، وقلت إن هذا المعرض يعدّ من أجمل وأهم معارض الآثار الفرعونية، خصوصاً أن طريقة العرض جذابة جداً، تظهر عظمة الآثار التي تتحدث عن الملك رمسيس وعصر الدولة الحديثة، وكذلك عن ذهب الفراعنة من مختلف العصور، والمومياوات الحيوانية التي تظهر احترام وعشق الفراعنة للحيوانات الأليفة. ونعرف أن الملك أمنحتب الثاني قد دفن حيواناته داخل مقبرتين بجوار مقبرته بوادي الملوك. المهم أنني وقبل أن أنهي كلمتي ألقيت خبراً صاعقاً لم يتوقع سماعه أحد؛ حيث أعلنت أنه اعتباراً من سبتمبر (أيلول) المقبل سوف ننشر وثيقة نعلن فيها أن مصر تريد استعادة رأس الملكة نفرتيتي المسروق من مصر والموجود بألمانيا! خصوصاً أن لدينا الأدلة الكافية على أن الرأس خرج من مصر بطريقة غير قانونية. كان هذا الخبر مهماً جداً، يعلن للعالم كله أن هناك طلباً شعبياً لعودة رأس الملكة نفرتيتي المنحوت في الحجر الجيري الملون. هذا إضافة إلى أن هذا الخبر سوف يقدم دعاية كبيرة للمعرض، ويشجع على زيارته. وفي مساء يوم المؤتمر الصحافي تم افتتاح المعرض، وبيعت التذاكر بالكامل ولمدة أسبوع.