بقلم : زاهي حواس
هناك العديد من البعثات الأثرية الأجنبية السعودية المشتركة التي تقوم بأعمال التنقيبات العلمية والترميم في المواقع الأثرية المهمة بالمملكة العربية السعودية. وقد شاهدنا في السنوات الأخيرة الطفرة الهائلة في مجال الاكتشافات الأثرية وتسجيل المواقع على قائمة التراث العالمي لليونيسكو، وكذلك أعمال التسجيل العلمي للآثار والمواقع الأثرية في سجلات التراث الأثري بالمملكة التي باتت واحدة من أكثر الدول استخداماً للتقنيات العلمية الحديثة في مجال حفظ وصيانة الآثار.
ومن أهم ما تم الإعلان عنه مؤخراً كان من نتائج المسح الأثري الذي تم بمحافظة الريث، والذي حقق العديد من الاكتشافات الأثرية الهامة، التي تقدم للمرة الأولى، منها العثور على عدد من المقابر الأثرية التي ترجع إلى عصور زمنية مختلفة، وقد تم العثور حول هذه المقابر على العديد من اللقى الأثرية منها الأواني الفخارية وأدوات حجرية تبوح لنا عن أنماط الحياة في تلك العصور، وكذلك تمدنا بمعلومات في غاية الأهمية عن الفكر الديني الذي كان سائداً خلال تلك الأزمنة المختلفة.
ويعد الكشف عن العديد من النقوش الثمودية سواء المكتوبة بالمداد أو المحفورة على أوجه الصخور كنزاً ثميناً لعلماء اللغة والتاريخ. كما أدت أعمال المسح الأثري الى الكشف عن الكثير من النقوش الصخرية لأشكال آدمية وحيوانية؛ كما عثر أيضاً على تسعة عشر كهفاً صخرياً تضم فنوناً صخرية ورسوماً ملونة لأشكال أدمية أو حيوانية ونباتية، وقد وصل عمق أحد هذه الكهوف إلى نحو 57 متراً. وهناك كهف آخر وهو كهف ذو السلع بجبل شقراء، ويعد واحداً من أهم الكهوف الأثرية في جنوب المملكة العربية السعودية، حيث يتميز بوجود النقوش الثمودية ورسومات صخرية ملونة ومتنوعة تعكس صوراً من البيئة الطبيعية للمنطقة، ومنها مناظر آدمية وحيوانية، وكذلك بعض المشاهد لجوانب اجتماعية ودينية واقتصادية.
مما لا شك فيه، فإن هذه الاكتشافات الأثرية سوف يكون لها دور كبير في وضع المملكة على خريطة السياحة سواء الداخلية أو الخارجية، وزيادة عدد السياح.