الكشف عن مدينة الربذة

الكشف عن مدينة الربذة

الكشف عن مدينة الربذة

 عمان اليوم -

الكشف عن مدينة الربذة

بقلم : زاهي حواس

كما ذكرنا من قبل استطاع الدكتور سعد الراشد أن يوضح لنا أهمية مدينة الربذة التي تعود إلى فترة العصر الإسلامي المبكر، وذلك من خلال حفائر منظمة كشفت لنا عن آثار ومعلومات لم نكن نتصور وجودها عن مدينة الربذة، ومنشآتها المدنية والدينية المعمارية. ويصف الدكتور الراشد الربذة بأنها كانت من الحواضر الإسلامية الكبيرة في قلب الجزيرة العربية. وقد شكَّلت مركزاً اقتصادياً وثقافياً مهماً ومحطة رئيسية على طريق الحج. وما يجعل الموقع الأثري مهماً أن الربذة بعد خرابها في عام 319هـ ارتحل عنها سكانها ولم تعد منازلها ولا قصورها ومرافقها مستخدَمة بعد هذه الفترة التاريخية التي اتصفت بقلة الأمن، ولذلك كانت بداية لمرحلة هجرات القبائل العربية إلى خارج الجزيرة. وإذا كانت الربذة قد انتهت كمدينة إسلامية، فإن آثارها أمدّتنا بمعلومات وفيرة عن الحضارة الإسلامية المبكرة في قلب الجزيرة العربية، كما أن التراث المعماري للربذة يوضح لنا صورة جلية ليستدلّ من خلالها على طبيعة الحضارة الإسلامية بمضمونها الشامل في العصر الإسلامي المبكر في الجزيرة عامة، والحجاز ووسط الجزيرة العربية على وجه الخصوص.

ويمكن ربط -كما يشير الدكتور الراشد- مجموع الآثار التي كشفت عنها الحفائر ببدايات الحقبة الإسلامية بين القرن السابع والقرن العاشر وبعد تنمية بعض الأنماط المعروفة يصعب تحديد تاريخ دقيق ما لم تُجرَ دراسة واضحة على الطبقات الجيولوجية، كما أشار الدكتور الراشد.

وتشهد المواد المكتشَفة بالربذة على استيراد بعض المنتجات العراقية التي حملها التجار والحجاج إلى شبه الجزيرة، وبالطبع استفادت الربذة من موقعها الممتاز في منتصف طريق الحج للقادمين من بلاد العراق. ومن المكتشفات التي أخرجتها الحفائر أدوات فاخرة منها ما يشير إلى أنماط الحياة اليومية وأنواع النشاطات البشرية بالربذة، وكذلك كشفت الحفائر عن وثائق ذات صلة بالأنشطة التجارية والحياة الاقتصادية بالربذة.

وعلى غرار عدد كبير من المواقع في الشرق الأدنى والشرق الأوسط، اكتُشف عدد من السرج والمجاهر المصنوعة من الحجر المالس التي غالباً ما تُجلب إلى اليمن، وكانت تُصنع على ما يبدو في مناطق أخرى بالجزيرة العربية. وقد عُثر على عدد كبير من النقوش وبخطوط مختلفة أشهرها الخط الكوفي. ولا يزال هناك الكثير من المعلومات عن الربذة التي تعد نموذجاً يُحتذى به في إجراء الحفائر العلمية في مواقع المدن التاريخية.

omantoday

GMT 19:41 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

مجالس المستقبل (1)

GMT 19:20 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

البحث عن مقبرة المهندس إيمحوتب

GMT 15:41 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

موسم انتخابى كثيف!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكشف عن مدينة الربذة الكشف عن مدينة الربذة



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 18:46 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً
 عمان اليوم - فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 22:35 2013 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

النجم محمد باش يهدي المغربية سكينة بوخريص عقدًا ماسيًا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab