ديزنى لاند
أخر الأخبار

ديزنى لاند!

ديزنى لاند!

 عمان اليوم -

ديزنى لاند

بقلم : زاهي حواس

شاهدت الحوار الذى أجرته الإعلامية المحترمة والمبدعة نسمة إبراهيم فى برنامجها «حبر سرى» مع صديقى المهندس صلاح دياب. كان الحوار مهمًا ومفيدا وبحجم وقيمة ضيف الحوار. إن أفكار صلاح دياب دائما تهدف إلى وضع مصر فى مكانة عالمية. وإذا نظرنا إلى تاريخ الرجل فسوف نتأكد أنه أحد أهم رجال المال والأعمال الوطنيين. قدم لبلده الكثير ومنه المشاركة فى إصدار المصرى اليوم؛ الجريدة التى تتربع الآن على عرش صاحبة الجلالة. أعلم جيدًا أن صلاح دياب مخزن للأفكار العظيمة التى تخدم الوطن، وأنا شخصيا أستفيد كثيرًا من أفكاره. ولكننى أختلف معه فى هذا الموضوع «ديزنى لاند».

تحدث صديقى صلاح دياب فيما يعرف باسم إدارة المواقع الأثرية. وقد لا يكون على علم بأن هناك اتفاقا بين اليونسكو وعلماء الآثار على تطوير المناطق الأثرية وفق قواعد وشروط معينة وعلم اسمه إدارة المواقع الأثرية. لقد تحدث صلاح دياب عن منطقة الأهرامات وقال إنه يود أن تصبح ديزنى لاند!، وأن يشاهد العاملين داخل المنطقة وهم يلبسون الملابس الفرعونية!!.

إن منطقة الهرم ليست فقط مجرد منطقة أثرية هامة جدا بل هى أهم منطقة أثرية فى العالم كله لأن بها هرم الملك خوفو الذى يعتبر إحدى عجائب الدنيا السبعة القديمة والمعجزة الوحيدة التى ما زالت باقية إلى يومنا هذا، وهى أيضًا جزء من جبانة منف التى هى أكبر موقع تراث عالمى على قائمة اليونسكو كما سنناقش فيما بعد.

وضع اليونسكو تخطيطًا لهذه المنطقة، وهو أن يكون دخول الزائرين من مدخل على طريق الفيوم. وأن يكون هناك مركز لـ الزوار فى صحراء الأهرامات يتحدث عن عظمة الآثار وتاريخ الهضبة وما عليها من أهرامات وجبانات أثرية. ويتم تنظيف وإخلاء المنطقة من أى حركة ميكانيكية، وكذلك من الباعة الجائلين، والجمالة والخيالة. وأن يوضع مكان انتظار العربات والمركبات بجوار مركز الزوار. وأن يتم استخدام عربات كهربائية لنقل السائح داخل المنطقة. وعند منطقة الخروج من الأهرامات يوجد المطعم والمحلات والجمالة والخيالة. يستطيع الزائر ركوب الجمل والحصان وتكون الأهرامات من خلفه، لا أن يتجول بين الآثار على جمل أو حصان. وتوجد أماكن للاستراحة وتوفير المياه. ومع الأسف الشديد يحدث بمنطقة الأهرامات تجاوزات يندى لها الجبين، وكل شخص يفعل بالمنطقة ما يشاء من بناء محلات ومطاعم دون ارتباط كل هذا بالتخطيط الشامل للمنطقة. ومع ذلك فإن الإعلان عن قبول شركات لوضع المخطط العام لكل المناطق المحيطة بالأهرامات فكرة طيبة بحيث يتم مراعاة وجود المتحف الكبير ومتحف الأهرامات المفتوح فى كل المناطق المجاورة لهما.

وأعتقد أن أهم خطوة قد تمت بالفعل عندما أعلن الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء طرح تطوير المناطق المحيطة بالأهرامات للشركات العالمية لكى يتم وضع تصور لما يمكن أن يتم سواء من فنادق أو حدائق أو أى مشروعات سياحية. وقد سمعت أن التخطيط سوف يكون من المناطق حول مطار سفنكس حتى دهشور. وهنا يجب أن نعرف أننا أمام أهم المناطق السياحية والأثرية فى العالم كله، وقد قامت هيئة اليونسكو باختيار جبانة منف من أبو رواش شمالًا حيث يوجد بها هرم «جد اف رع» ابن الملك خوفو، وحتى ميدوم جنوبًا حيث هرم الملك سنفرو. هذا الموقع التراثى هو الأكبر والأضخم على الإطلاق يمتد بمسافة تجاوز الـ ٨٥ كم. وللأسف تعانى هذه المنطقة من وجود مشاريع سياحية عشوائية وبجوار الأهرامات تمامًا وأخشى أن تندثر هذه المنطقة الأثرية. وهضبة الجيزة ليست أهرامات الجيزة فقط بل تمتد إلى الجنوب حيث يوجد بها جبانة ضخمة تعود من عصر الأسرة الثانية حتى عصر الأسرة ٢٦، وتستمر الهضبة جنوبا بوجود جبانات من العصر المتأخر. لذلك فإن عملية قطع طريق فى الصحراء جنوب الجيزة وقطع جبانة منف وهى موقع تراث عالمى بطريق أسفلتى إلى دهشور هو جريمة بكل المقاييس. تستمر جبانة منف جنوبًا إلى زاوية العريان وأبو صير وسقارة وجنوب سقارة ودهشور وأخيرًا ميدوم فى الفيوم. لذلك يجب أن تتم الدراسات العلمية للتطوير مع الوضع فى الاعتبار المناطق التى تحيط بجبانة منف. فيجب أن نتعامل معها من خلال ما يحافظ عليها وألا يطغى البناء الحديث لكى لا يهدم بصريا القديم. إن الآثار هى التى تجذب السائح، وهى هدفه من زيارة مصر وإذا وضع هذا التصور يجب أن تلتزم به أى شركة أو مؤسسة تريد الاستثمار ولذلك يجب أن تشكل لجان علمية فيها كل الاختصاصات سواء العمارة والتخطيط العمرانى والآثار لكى يتم اختيار التصور العلمى الكامل المدروس بعدها يجب أن يتم إصدار تعليمات ملزمة تحمى هذا التصور، حتى لا نجد عبقريا يفكر فى عمل مشروع أو بناء يدمر المناطق الأثرية بصريًا. هذا مجرد تصور لما يمكن أن يتم بخصوص تطوير موقع تراث عالمى دون أن نحوله إلى ملاهى أو ديزنى لاند.

المتحف المصرى الكبير

يعد المتحف المصرى الكبير أهم مشروع ثقافى فى القرن الواحد والعشرين. ولقد أعطى الرئيس عبد الفتاح السيسى اهتماما كبيرا لإتمام إنشاء هذا الصرح العملاق، ولا يزال يتابع بنفسه كل التفاصيل الخاصة بإنجاز الأعمال الخاصة بالانتهاء من نقل ووضع القطع الأثرية فى مواضعها بقاعات العرض أو ما يعرف بالانتهاء من سيناريو العرض المتحفى. وقد حدث أن وجدت البعض يعترض على اختيار شخصيات من جنسيات مختلفة فى مجلس أمناء المتحف المصرى الكبير، وهنا لا بد من الإشارة إلى كون المتحف أعظم وأهم متحف للآثار المصرية فى العالم. وينتظر الناس فى كل مكان حول العالم افتتاحه. ووجود أجانب فى مجلس الأمناء يعطى للمتحف صفة العالمية. وقد تم اختيار هامات ثقافية عربية محترمة؛ وأخرى دولية من اليابان التى ساهمت مع الحكومة المصرية فى إنشاء هذا الصرح العظيم عن طريق قرض ميسر، إضافة إلى خبرات فى مجال الترميم وحفظ الآثار ولا يزال هناك فريق مصرى يابانى يعمل على ترميم وعرض المركب الثانية لـ الملك خوفو. لقد تم اختيار مجلس الأمناء بعناية من أجل أن تتوافر كل عوامل النجاح لـ المتحف ويضىء كالذهب فى كل مكان.

وكما هى العادة، حاولت الجماعة الحاقدة توجيه سهامها إلى المتحف وإشاعة نية الحكومة المصرية بيع المتحف المصرى الكبير، وقد صدر بيان من مجلس الوزراء لنفى الشائعة المغرضة. إن المتحف يحتوى على تراث مصر الأثرى الذى يصنفه قانون حماية الآثار المصرى بأنه لا يقدر بثمن. ولا يمكن لأى دولة ذات حضارة أن تبيع تراثها. وسوف يكون لافتتاح المتحف صدى عالمى، وأعلم أن هناك الآلاف من الشخصيات العامة ورؤساء الدول والملوك يستعدون من الآن لحضور افتتاح هذا الصرح الثقافى العالمى.

 

omantoday

GMT 21:44 2025 الجمعة ,11 إبريل / نيسان

فاطمة دائماً

GMT 21:43 2025 الجمعة ,11 إبريل / نيسان

الخوف في كل مكان... وإيران تفاوض أميركا

GMT 21:42 2025 الجمعة ,11 إبريل / نيسان

طارق وأوراق وطوارق اليمن

GMT 21:40 2025 الجمعة ,11 إبريل / نيسان

عالم ترمب... مزيج من الخيال والواقع

GMT 21:37 2025 الجمعة ,11 إبريل / نيسان

ألعاب التعريفات النارية لترمب ناجحة

GMT 21:36 2025 الجمعة ,11 إبريل / نيسان

المرشد والمفاوضات والدراغونوف

GMT 19:05 2025 الجمعة ,11 إبريل / نيسان

الغياب عن مسقط

GMT 19:03 2025 الجمعة ,11 إبريل / نيسان

مناورة أم تحول حقيقي؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ديزنى لاند ديزنى لاند



تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ عمان اليوم

GMT 16:04 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 22:59 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

اهتمامات الصحف الليبية الأحد

GMT 12:27 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

السعودية تستضيف نزال الملاكمة الأهم هذا العام

GMT 04:32 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العذراء الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 05:08 2023 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

برج الثور عليك أن تعمل بدقة وجدية لتحمي نفسك

GMT 04:59 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحوت الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

omantoday Omantoday Omantoday Omantoday
omantoday omantoday omantoday
omantoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
oman, Arab, Arab