بقلم : مشعل السديري
يقولون: ياما في السجون من مظاليم، ونسوا أن يقولوا كذلك: ياما في المستشفيات من ضحايا –طبعاً ليس كل المستشفيات ولا الأطباء- ولكن هناك بعض النوادر والمصائب -أبعدنا الله عنها- منها:
قال الادّعاء العام في ألمانيا إن اختبارات علم السموم أظهرت أن نيلز هويغل، وهو ممرض سابق، قتل ما لا يقل عن 100 شخص في مستشفيين عمل فيهما.
ويعتقد المحققون أن هويغل الذي يقضي حالياً حكماً بالسجن مدى الحياة عن جريمتي قتل، كان يعطي بشكل منهجي جرعات قاتلة من أدوية القلب للمرضى الذين كانوا في رعايته، وكان يهدف إلى إبهار زملائه بإنعاشه أولئك المرضى، ومن المتوقع أن تَصدر أحكام جديدة ضده، وتشير التقارير التفصيلية إلى أنه قتل 38 مريضاً في أولدنبرغ و62 مريضاً في دلمنهورست في شمال ألمانيا، ويقول المحققون إنه ربما قتل عدداً أكبر، لكن بعض الضحايا أُحرقت جثثهم، وفي حال إدانة هويغل بكل أعمال القتل تلك سيصبح واحداً من أسوأ القتلة (السفاحين) بعد الحرب العالمية الثانية.
وحادثة أخرى بطلتها ممرضة باكستانية تعمل في أحد المستشفيات، أجبرها أهلها على الزواج من رجل لا تريده، واعتقلتها الشرطة للاشتباه بقتلها زوجها ونحو 14 من أقاربه بلبن مسموم، واسمها آسيا بيبي، حيث تعمدت فعل ذلك.
وقد قدمت زبادي أعدَّته من هذا اللبن إلى زوجها وأقاربه، وحسب الشرطة، فإن المرأة أُجبرت على إتمام الزواج، وقالت وسائل إعلام محلية إن العروس سعت، من دون أن تفلح، للهرب من منزل الزوجية والعودة إلى أبويها. كما اعتقلت الشرطة رجلاً بزعم أنه (عشيقها الذي تحبه وتريده زوجاً لها)، وقد وصل العدد في النهاية إلى 16 شخصاً ماتوا في الحادث، بينما يتلقى 8 آخرون العلاج في أحد المستشفيات.
ولكن دعونا من هذه الممرضة العاشقة المجنونة، وهي التي كانت تستحق العلاج فعلاً، وتعالوا معي لدكتور جراح يشار إليه دائماً بالبنان:
فلطالما كان المجد والذِّكر الحسن من نصيب الجراح باولو ماكياريني، إلا أن كل ذلك تَغيّر مع بدء شيوع الأنباء عن استخدامه مرضاه لإجراء تجارب طبية عليهم مثلما يُجرى على الفئران، و(90 في المائة) منهم ماتوا، فبعد سنوات من الجدال، حسم معهد «بكارولينسكا للبحوث» الأمر، إذ قرر أعضاؤه الذين غالباً ما ينتزعون جوائز نوبل للطب، طرده من صفوفهم!
ولكن هل الطرد من صفوفهم يكفي؟! طبعاً لا يكفي، إلاّ إذا أتبعوه بطرده من الدنيا بكاملها؛ فأعمار الناس ليست «بعزأة».